صوفي والمهمة «المعقدة»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو أنّ دبي نجمة سينمائية من اللواتي يتعرضن ليل نهار لأقلام «الثرثرة» واختلاق القصص في الصحافة، لردت على المقالات المسمومة: «أنا لا أكترث، فهي حملة تدبرها منافساتي الكارهات». ولو كانت رجل أعمال ناجحاً، لا تعجب مسيرته آخرين يفكرون ليل نهار في كيفية عرقلته، لقال: «لا آبه، القافلة تسير»..

لو كانت كذا، وكذا.. لكنها كل ذلك: مدينة فيها مكان لطموح رجل أعمال، وأحلام نجمة، وبيوت ثرية، وأخرى متواضعة، تعيل آباء وأمهات وإخوة، في مدن وقرى تتوزع على العالم كله. رغم ذلك، وربما لذلك، لا يمر يوم إلا وتصيب سهام «خبيثة» صدر دبي، وتحديداً سهام الإعلام البريطاني.

وليست الأزمة كامنة في «انتقاد» الأداء الاقتصادي للمدينة، ولأي كان الحق في الإدلاء برأيه، لكن المشكلة أن جلّ ما نقرأ، نحن الذين نعيش في المدينة منذ سنوات، فيه من الإجحاف والمبالغة ما يضحك وقد يستفز.

آخر المحطات: مجلة لندنية تهتم بإدارة الثروات وصناديق التمويل، خرجت إلينا بنسخة عربية، على غلافها رسم «استشراقي» لرجال يلبسون الطرابيش (!) ويشربون قهوة «ستارباكس»، فيما الخلفية أبنية ذات طابع هندسي عربي تراثي. في الصفحة الثانية نقرأ مقالة بعنوان: «دبي، ما وراء الكواليس»، وتوحي الصورة المرفقة، بنكهة المقالة منذ النظرة الأولى: عربة «غولف» تغرق في مستنقع مائي، في صحراء، على خلفية أبراج عملاقة، تشبه أبراج «شارع الشيخ زايد».

تخوض مقالة «السيدة صوفي ماكبين» في الحديث عن الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على دبي، في أربع صفحات تخال بعدها أن المدينة هي من تسبب في الأزمات المالية للكون، لا نزق رؤساء تنفيذيين جشعين في «وول ستريت». تفتتح مقالتها بعبارات لا تخلو من «الفظاظة» و»الإجحاف»، وتثير في نفس القارئ إحساساً بعدم المسؤولية.. ثم تضيف:

 «.. العلامات المؤقتة للانتعاش صعبت وصف الحالة المتردية التي تعيشها دبي»! فإذا كانت «صوفي» تخوض مهمة «معقدة» لوصف دبي، كما اعترفت، فلماذا لجأت، بدل المزيد من التحري وبذل الجهد، إلى أبسط الحلول: التجني؟.

Email