السفير الإسرائيلي مشتاق «للطعمية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدا السفير الإسرائيلي في القاهرة اسحق ليفانون، كالطفل الذي سرقوا لعبته، فحاول أن يكابر، ولا «يحطها واطية»، كما يقال، خلال حديثه إلى «بي بي سي عربية» في برنامج «لقاء» أول أمس. فبعد أيام من حادثة اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وتدخل «قيادات كونية» من أجل إنقاذ موظفي السفارة وتوفير ممر آمن لهم، ظهر ليفانون ليعرب عن اشتياقه إلى مطاعم «الفول والطعمية» في منطقة وسط البلد في القاهرة، حيث «أتمشى وأشرب العرقسوس من دون مشاكل».

السفير الذي خرج ذليلا، من قاهرة المعز، يحاول، وعلى عادة الصهيونية والمتحدثين بلسانها، قلب الحقائق، لكي يوحي للمشاهدين العرب أن الشعب المصري «يحبه»، ويطعمه من زاده. وهذا يجافي الواقع، فكلنا يعرف أنه، ومنذ اتفاقية «كامب ديفيد» المذلة، حرص نظام السادات ـ مبارك على فرض «السلام» مع إسرائيل على الشعب المصري، من دون أن ينجح في ذلك، حتى السقوط المدوّي لمبارك، على وقع «مزامير» قادة إسرائيل، الذين تمسكوا به حتى اللحظة الأخيرة، ودافعوا عنه!

بعد سقوط الديكتاتور، الذي ضمن حياة هانئة «للسفارة في العمارة»، كان من الطبيعي أن ينتقم الشعب المصري من الحليف الإسرائيلي، يحركه ثأر قديم وآخر مستجد لدماء الجنود الأبرياء الذين قتلوا، قبل الحادثة بأيام، على الحدود، فيقتحم السفارة، دافعا ضريبة جديدة من الدماء.

كذب اسحق، والكذب سيرة في عائلته، بدءا من أبيه، التاجر اليهودي اللبناني، مرورا بوالدته شولا كوهين، عميلة الموساد، التي جندت منتصف الأربعينات في لبنان شخصيات مهمة لدعم المخططات الصهيونية التي مهدت لإنشاء إسرائيل. السفير الإسرائيلي كذب، كما دأب أن يفعل في مواقعه السابقة خادما للصهيونية في كندا وجنيف وصولا إلى مصر. وكلنا يذكر موقفه من تقرير الحرب على غزة، حين اعتبر أن «ليس للإرهابيين حقوق»، كذلك خطبته التي ألقاها في معبد «موشيه بن ميمون» بالقاهرة، بعد ترميمه بـ 2 مليون جنيه على نفقة الحكومة المصرية، حين قال: «إن مقدار سعادتي لا توصف وأنا أقف داخل المكان الذي تواجد فيه مؤسس الصهيونية منذ مئات السنين»!

من المؤكد أن «اسحق» لو مشى في شوارع وسط البلد لأغرقه المصريون بأقراص الطعمية والحجارة!

Email