حقائق وراء عنف ميانمار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهدد المشاعر المعادية للمسلمين في ميانمار، بإخراج التقدم الذي أحرزته البلاد نحو الديمقراطية، منذ تنحي الطغمة العسكرية رسمياً عن السلطة هناك عام 2011. وفي يونيو وأكتوبر 2012، تركت الأحداث الدامية في ولاية راخين ضد أبناء طائفة الروهينغا، وهي أقلية مسلمة، عشرات القتلى، وبادر الألوف إلى الفرار من بيوتهم.

وفي أكتوبر الماضي، قامت مجموعات غوغائية بمهاجمة المسلمين في أحداث دموية، أسفرت عن مصرع الكثيرين، وكان عدد صغير للغاية من البوذيين قد راحوا كذلك ضحية للعنف. وهرب مئات الألوف من المسلمين من ميانمار، وهي دولة ذات أغلبية بوذية، وسعى معظمهم للجوء إلى بنغلادش وماليزيا، وأرغم الألوف أخيراً على اللجوء للإقامة في مخيمات داخل ميانمار، حيث تحولوا إلى سجناء فعليين، وحيل بين جماعات المساعدة الإنسانية وبين الوصول إلى هذه المخيمات.

وتتحمل مجموعة من الرهبان البوذيين المتطرفين يعرفون باسم مجموعة "969" وزعيمهم آشين ويراتو، المسؤولية عن إشعال لهيب هذه الهستيريا المعادية للمسلمين، ولكن حكومة ميانمار مسؤولة عن هذه الأحداث أيضاً، فرغم التزامها المعلن بحماية حقوق الإنسان وتطوير الديمقراطية وحكم القانون، إلا أنها لم تقم بتحرك حقيقي للتصدي للعنف أو لكبح جماح خطاب الكراهية. وفي مايو الماضي تم إحياء قانون يقصر حق الإنجاب لأسر الروهينغا على طفلين، وهو ما يشكل انتهاكاً مباشراً لحقوقهم الإنسانية الأساسية.

وقد لزمت الصمت على نحو مأساوي داو أونغ سان سوكي الزعيمة المعارضة والحاصلة على جائزة نوبل للسلام، والتي يتوقع أن تخوض الانتخابات الرئاسية في ميانمار عام 2015. وقد رفضت الاتهامات التي وجهتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" على أساس تقرير مفصل نشر في إبريل الماضي، والذي يفيد أن محنة الروهينغا تصل إلى حد التصفية العرقية.

قررت الأمم المتحدة في 21 نوفمبر الماضي مشروع قرار يدعو ميانمار إلى منح الروهينغا المواطنة التي حجبها عنهم قانون صادر عام 1982، وقد أعلنت حكومة ميانمار رفضها لهذا القرار. ويتعين على الرئيس الميانماري ثين سين، أن يتحرك بصفة عاجلة لإجراء تحقيق في انتهاك حقوق الإنسان التي يتعرض لها أبناء الروهينغا المسلمين، وأن يضع منتهكي هذه الحقوق موضع المساءلة، ويسمح لجماعات المساعدة الإنسانية بالوصول إلى مخيمات الروهينغا، ويحمي حقوق الإنسان الأساسية في بلاده، بما في ذلك الحق في المواطنة بالنسبة للناس الذين عاشوا في ميانمار هم وأسلافهم على امتداد أجيال طويلة.

 

Email