حوار على «بي بي سي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا ثلاثة عبر حوار على «بي بي سي»، والملف المطروح يتعلق بالأقصى، والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة له والتي أدت لاحقا، الى حادثي دهس لإسرائيليين في القدس والخليل.

ثلاثة، كل واحد من مكان، أحدهما تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين السابق، وأوفير جندلمان الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، فيما تغيب وزير فلسطيني، عن الكلام، واعتذر وزير اردني ايضا.

في كل الحالات، كان لافتا للانتباه صلف الاسرائيلي الذي نفى تماما نية اسرائيل تهديد المسجد الاقصى، ولا تقسيم الدخول اليه على ذات نمطية الحرم الابراهيمي في الخليل، اي تقاسم الزمن بين المسلمين واليهود، وزاد من الشعر بيتا، اذ قال بصلف شديد ان هذا مكان مقدس لليهود منذ اربعة الاف عام، ومن حقهم الدخول إليه.

نظرية التواجد التاريخي، على افتراض صحتها طبعا، نظرية خطيرة، لأنها تسمح اذن لكل الحضارات والاديان والثقافات والجيوش والاحتلالات، بأن تعود بعد ألف عام، أو ألفي عام لتقول لنا لقد كنا هنا!.

ردت عليه هذا بأن هذه نظرية تسمح للغرب بإعادة احتلال فلسطين، وتسمح للرومان بالعودة الى كل المنطقة، ولمن سيأتينا ويقول انه من احفاد الفراعنة او السلاجقة او غيرهم، ليطالبوا بحكم اي بلد، بذريعة تقول انهم كانوا هناك ذات يوم، هذا على افتراض صحة وجودهم اساسا في فلسطين.

المنطق الاسرائيلي عجيب، وكذبهم يتواصل، وهم يستفردون بالأقصى لأنهم يعرفون ان كل سوار فلسطين الشعبي، تم تدميره على يد الربيع العربي، ولأنهم يعرفون ايضا، ان الشعب الفلسطيني مقسم ومنهك.

فلسطين جزء من العالم العربي والاسلامي، ولا يصح ابدا الاتكاء الى التاريخ، للعودة واحتلالها، هذا على فرض صحة التاريخ، لان هكذا نظرية تسمح ايضا بمطالبات كثيرة لآخرين على ذات النسق.

الأقصى مهدد بطريقة تختلف عن كل مرة.. هذه هي الخلاصة!.

 

Email