الخريف العربي الأسود

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهر في الفترة الأخيرة مصطلح الربيع العربي ومصطلح الفوضى الخلاقة، وظاهرهما الرحمة وباطنهما العذاب، وسوف أحلل هذين المصطلحين من خلال قراءاتي..

مصطلح الربيع العربي: مصطلح أجنبي دموي تخريبي، يعمل على تدمير قدرات الدول وتقسيمها، وإشاعة الفوضى بين سكانها وتقسيمهم إلى طوائف ومذاهب وأحزاب.

مصطلح الفوضى الخلاقة: مصطلح أجنبي فكري تدميري، خطط له غالباً بأيدي دول خارجية منذ سنوات، وطلب تنفيذه بأيدٍ محلية من بعض أبناء هذه الدول التي وقعت فيها هذه الثورات، وحددت أدوات التنفيذ المناسبة لكل دولة من الدول.

ولعل المتأمل لأحداث الاضطرابات التي حدثت في البلاد العربية، يجد هذه الثورات حملت شعارات براقة، تدغدغ بها مشاعر العرب وتظهر لهم ما ينتظرهم من مستقبل، ولكن هذه الأحداث بعد مرور أكثر من سنتين خلفت الآتي:

تدهورت النواحي الأمنية وزادت الجريمة، وكثر التحرش والاختطاف وأعمال البلطجية، وتدهور الاقتصاد وزادت نسب البطالة، وضعف الاحتياط النقدي للدول، وتدهور التعليم، وانتشرت الأمراض النفسية والأمراض الجسدية، وتفكك أبناء المجتمع وانقسموا إلى تيارات فكرية وحزبية، وأصبحت علاقة الحزب مقدمة على علاقة الأب والأخ، وأصبحت الوحدة الوطنية معرضة للخطر، وظهرت المليشيات المسلحة وعمّت الفوضى.

ومن خلال عرض الآثار السابقة لهذه الخريف العربي، أطرح التساؤلات التالية:

ماذا جنت شعوب هذه الدول من هذه الثورات؟ وهل صبت هذه الثورات في تقدم شعوب هذه الدول؟ وهل أدركت هذه الشعوب أن هذه الثورات من صنع أجنبي؟

وسؤالي لشعوبنا الخليجية: هل سمعنا ما قاله مواطنو هذه الدول التي وقعت فيها هذه الثورات، عن هذه الثورات؟ نعم، لقد سمعناهم من خلال وسائل الإعلام يقولون إن هذه الثورات أرجعتهم للوراء سنوات وأحرقت الأخضر..

ألا يحق لنا الاعتبار بهذه الشعوب وأن نستفيد من الدروس التي مروا بها، ونلتحم بقياداتنا ونعمل على بناء ونهضة أوطاننا؟

إنني أتعجب من مواطن أو مواطنة خليجية، يحمل فكراً واتجاهاً سلبياً ضد وطنه وشعبه!

 

د. عفراء بنت حشر بن مانع آل مكتوم

almaktoom.afra99@gmail.com

Email