حتمية التاريخ وبزوغ دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«أن أكون الأول في قرية صغيرة على أن أكون الثاني في روما»، مثل لاتيني..

وقف جو فالنتيان، الرئيس التنفيذي لـ«لندن فيرست»، وقفة رجل شجاع، متحسراً على ضياع 350 عاماً من سجل حافل في مجال النقل، في وقت تبدو فيه آفاق المستقبل تعيش على أوهام الماضي، وقال إنه على الرغم من اعتبار خسارة هيثرو لموقعه أمام دبي، أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، من حيث عدد المسافرين الدوليين.

فإن تلك الخسارة بدت حتمية، ملقياً باللائمة على ساسة بلاده المتعاقبين، الذين وقفوا أمام توسعة المطار، ومده بمدرج ثالث، يقيه شر مزيد من الخسائر، بينما سارعت دبي منافسته الأولى، على توسعة طاقاتها ومطاراتها.

وكان رئيس مطار هيثرو باح بأشجانه، شاكياً قلة الحيلة، محذراً عقلاء أمته من أمر جلل قد يصيب اقتصادها، إن هم أصموا آذانهم وتوانوا عن توسعة المطار، منبهاً قبل فوات الأوان، إلى أن تفوق مطار دبي وإزاحته نهائياً لمطار هيثرو عن موقعه الأول، سينعكس عليهم سلباً.

ولم يكن حاله بأحسن من حال رئيس لوفتهانزا، الشركة الألمانية، الذي أبدى امتعاضه من هبوط طائرة الإمارات 777 في مطار لشبونة في يوليو من العام الماضي، وأكد أن طيران الإمارات تهدد إرث الناقلات الأوروبية، مشيراً إلى أن التهديد كان على الورق سابقاً، أما اليوم فبات حقيقياً.

وفي الولايات المتحدة وقفت مجلة «فوربس» الأميركية مقرعة شركات طيران بلادها، لعجزها عن مواكبة «بلد صغير» مثل الإمارات، فيها شركتا طيران مصنفتان في المراتب العشر الأولى في العالم، بينما لا نجد سوى شركة طيران أميركية واحدة في تلك المراتب، وقالت إن بوينغ تحبهم، والمسافرون يحبونهم.

ودبي في رأي المجلة لم تكن تمتلك من المصادر ما تملكه الولايات المتحدة، التي اخترعت صناعة الطيران، فدبي عندما بدأت مسيرتها نحو المعاصرة، لم يكن لديها سوى قيادة تتمتع برؤية ثاقبة، تتملكها إرادة صلبة، وإيمان قوي، تمكنت من الوصول إلى العالمية لتصبح رائدة في عالم الطيران.

وكما يقول المثل الفرنسي «لا يصنع شيء عظيم من دون رجال عظام»، وقادة دبي هم قادة عظام بلا شك، حققوا ما أرادوه دائماً، وهو أن تكون دبي في المراتب الأولى.

وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنه «لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعاب فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها».

 

Email