بيرلسكوني.. بداية النهاية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان الأسبوع الماضي، بالتأكيد، من أصعب الأسابيع التي مرّت على رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، ففيه ارتسمت ملامح نهاية مؤلمة لمسيرة حافلة، أقلّه بالصخب.

فبعد أيام من هزّه حكومة خلفه أنريكو ليتّا، تراجع بيرلسكوني في البرلمان وقدّم الدعم (تصويتاً من قبل سيناتورات حزبه، حزب شعب الحريات) للحكومة الحالية، في صورة بيّنت حجم المأزق السياسي الذي وقع فيه، بفعل مناورة سياسية غير محسوبة، ربّما.

أثارت سياسات بيرلسكوني، ومغامراته ونزواته، الكثير من الغبار السياسي الإعلامي حوله، طوال الحقبتين الزمنيّتين اللتين أدار فيهما سدة الحكم في إيطاليا، في التسعينات من القرن الماضي ومطالع هذا القرن، الذي يبدو أنّ طالعه في هذا العقد غير مؤات، فها هي القضايا والشبهات تلاحقه، حتى بات مهدّداً بفقد مقعده النيابي بعدما فقد مقعد رئاسة الحكومة.

وجلس قبل ذلك مراراً على مقاعد المحاكم التي أدانته إحداها قبل أسابيع بالتهرب الضريبي.. فيما يواجه حظراً على شغله أياً من المناصب العامة، بعد إدانته في أغسطس الماضي في قضية تتعلّق بالاحتيال وتخص إحدى شركات إمبراطوريته المالية والإعلامية.

زعامة سيلفيو باتت تترنّح.. رغم أنّه لا يزال الوجه الأقوى في صفوف تيار المحافظين في إيطاليا.

البداية كانت فضيحة روبي سارقة القلوب، التي يبدو أنّها لم تسرق قلب الزعيم فقط بل سرقت عقله، وها هي الآن تسرق منه الموقع السياسي.

سيلفيو المسكين تكالبت عليه المصائب والفضائح، وهو يلوم كل شيء، بما فيه القضاء المسيّس الذي يرى أنّه "يستقصده"، لكنه ككل المكابرين لا يلوم نفسه وما جنت يداه، سواء على كرسي الحكم أو في المعارضة، أو ما تكشّف من فضائح بخصوص «الليالي الملاح».

النهاية المنتظرة مخيفة، فـ«الإمبراطور» يواجه السجن بفعل ادعاءات وملاحقات قضائية لا تزال قيد البت في أروقة المحاكم. وهو أيضاً يواجه الإقامة الجبرية، إذا فشل في استئناف حكم الاحتيال الصادر في حقه أخيراً.

الوضع الذي يمر به سيلفيو، سارق الأضواء، لا يحسد عليه، ولكنّه في كل الأحوال ثمرة ما زرعته يداه، في السياسة وغير السياسة.. حتى أنّ أولى الأضرار كانت في عائلته، التي تأذّت من المراهقة التي يبدو أنّها أصابته مع دخوله العقد السابع.. وما جرى من أحداث سياسية أخيرة، يظهر أنّ بيرلسكوني ربما وقع في المراهقة السياسية التي ستوقع به، على الأرجح، من تعاظم الجراح أكثر مما أوقعت به النزوات.

Email