100 يوم ثقيلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدخل الرئيس الأميركي اليوم يومه الـ100 في عهدته الرئاسية الجديدة، وحتى الآن تبدو هذه الأيام عجافاً، سواء على الصعيد الداخلي الذي بات ضاغطاً عليه بفعل عدد من الملفات مثل: الضرائب، وانتشار السلاح، والإرهاب الذي عاد شبحه يؤرّق الأميركيين.. أو على الصعيد الدولي في ضوء تحديات جمة، أسهلها ملف التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، فضلاً عن التحدي الكوري الشمالي، والملف النووي الإيراني، إلى جانب ملف الأزمة السورية وخطر الانفلات الكيماوي، وهو الملف «المبعوث من تحت الرماد» الذي بات الشغل الشاغل للإدارة الأميركية ولحليفها الإسرائيلي.

 وتزداد الضغوط مع المزايدة الجمهورية على الإدارة، بضرورة التدخل العسكري في سوريا.

يدخل أوباما هذه المئوية الرمزية في وضع لا يحسد عليه، فالكل يتوهّم أن الولاية الثانية للرئيس الأميركي مريحة، كأنّها فسحة.. صحيح أنّ صوره وهو «منشكح» في الحفل السنوي لصحافيي البيت الأبيض، ملأت وسائل الإعلام حول العالم، ولكنّها لا يمكن أن تعتبر بأي حال دليلاً على راحة البال، بقدر ما يمكن اعتبارها محاولة للهروب.

العلاقة بين البيت الأبيض والكونغرس بغرفتيه، ليست على ما يرام، بسبب هيمنة الجمهوريين على مقاعد المجلس النيابي، وهو ما يعرقل أي برنامج للرئيس.. وها هو الرئيس يكاد «يستجدي» الكونغرس لوقف التخفيضات التلقائية في الموازنة الاتحادية، واستبدالها باتباع نهج متوازن لخفض العجز.

وفي هذا الملف تحديداً، تبدو الهوة بين الطرفين سحيقة ولا مجال لجسْرها.. وهي غيض من فيض، فالمعركة الكبرى هي على خفض الدين العام، الذي يبلغ 16 تريليون دولار. يحاول الرئيس أن يراوغ، ولكن مجالات هذه المراوغة ضيقة.. ويبقى الكونغرس هو الحلقة الأقوى.. وعليه، يمكن للرئيس أوباما أن يضحك كثيراً خارج مبنى الكابيتول هيل، فالطريق مسدودٌ مسدودٌ.

أما على الصعيد الدولي، فحركة الرئيس تبدو أكثر راحة، ظاهرياً، إذ يحاول الجمهوريون فرض أجندة على الرئيس، لكن المحاور التحديات التي تواجه الأمة الأميركية، تبدو بعيدة عن الخلاف الجوهري. فإيران أمامها «طاقة الدبلوماسية» ولكن ليس للأبد، وكوريا الشمالية مشكلتها في النباح.. ولا عمل، وهي لا ترعب أميركا على أي حال.

أما أفغانستان، فالأمور ماضية حسب الجدول المعلن للانسحاب المقرّر. صحيح أنّ الأمور ساءت مع حليفي الأمس: حامد قرضاي والقيادة الباكستانية، ولكنها أمور ثانوية.

وفي ما يخص روسيا، فالحرب الباردة تدفّئها علاقات تعاون، بل «تناظر»، في الكثير من الملفات.. وما جرى في بوسطن قبل أسبوعين مثال على وجود كثير من القضايا التي تجمع ولا تفرّق.. مع توقّعنا أن يزداد هذا الخلاف بين موسكو وواشنطن، في حال سارت الإدارة الأميركية على طريق حل الأزمة السورية، والذي يعني الصدام الأكيد.

أماّ التحدي الأكبر الذي يعنينا، فهو عملية السلام في فلسطين.. والذي يبدو أنه سيبقى على طيّته القديمة حتى إشعار آخر.

 

Email