أُمسية في البحرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظينا، نحن المدعوين من وزيرةِ الثقافةِ في البحرين، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لحضور إِعلان المنامة عاصمةً للسياحةِ العربية 2013، مساء الاثنين، بأُمسيةٍ طيّبة، كان من ضيوفها وحضورها جمعٌ من وزراء الثقافة والسياحة العرب، والأَمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ومثقفون وإِعلاميون عرب. وشاركنا، جميعُنا، فيها أَشقاءَنا أَهل البحرين احتفالهم بتقديرٍ جديدٍ استحقَّته عاصمةُ بلدهم، في اختيارِها عاصمةً للسياحة العربية، والبحرين.

كما هو مشهور، تنعمُ بموروثٍ حضاريٍّ متفردٍ، ومخزونٍ تراثيٍّ موصولٍ بنهضةِ الحاضر التي يشهدها زائرُ المنامة، سيما وقد استمعنا في حفل الافتتاح البهيج، في مسرح البحرين الوطني، إِلى نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، يقول إِنَّ لدى الحكومة خططاً وبرامج تهدفُ إِلى إِثراء النشاط السياحي، باختلافِ أَنواعه، لتعزيز مكانة المملكة، مقصداً سياحياً متميزاً على خريطةِ السياحة الإقليمية والدولية.

ونحسبُ أن الوزيرة الدؤوبة بحيوية وهمة ملحوظتين في خدمةِ بلدها، مي بنت خليفة، ستصدقُ وعدَها في كلمتها، أَنَّ المنامةَ تحتفل باختيارِها عاصمةً السياحة العربية، بباقةِ مشاريعَ سياحيةٍ وثقافية تُرسِّخ مكانتها وجهةً سياحيةً، وتعيدُ الروحَ إِلى أَمكنةٍ تراثيةٍ شهيرة في البلاد.

والبديعُ في التظاهرة أَنَّ ثمة تكاملاً بيِّناً بين المشروعين السياحي والثقافي، وأَنَّ تنوعهما لا يغفلُ عن سياقٍ حضاريٍّ ومعرفيٍّ للبحرين، وكانت أَرض دلمون، وشكلت مهد حضارةٍ وتاريخ عريقين. والبادي في فعاليات برامج وزارة الثقافة في سياق عام المنامة السياحي، أَنها تقفُ على الجوهريِّ في الثقافي، وتصلُه بما هو سياحيٌّ يتعلق بمناشط الترفيه والرياضةِ والبيئة.

ومن ذلك استعادة طريق اللؤلؤ في وسط مدينة المحرق، العاصمة الأَبرز لهذا النشاط البشري الذي يمتدُّ إِلى 2500 عام قبل الميلاد. وفي «فصولٍ أَربعة» لعامها، تُؤسس عاصمة البحرين مشاريعَ بنيةٍ تحتيةٍ «تُعجِّل الوقت لتكون ما تريد»، بحسبِ تعبيرٍ دالٍّ تُشهره وزارة الثقافة. ويحفلُ العام بمهرجاناتٍ ومواسمَ تؤاخي بين التثقيفيِّ والترفيهي، بين المكتوب والبصري، وبين فضاءاتِ التعبير الإنساني عن الفرح والبهجة، وعن الاحتفاءِ بمنتوج أَهل البحرين المديد على غير صعيد.

ستتنوَّع مشاغل المعارض والمهرجانات والاحتفاليات في المنامة العام الجاري، لتعكس حيوية الإبداعاتِ المختلفة في البحرين، فرديةً ومجتمعيةً، صدوراً عن رؤيةٍ لا تغفلُ عن تنويعاتِ أَهل البلد الجمالية والفنية في الماضي والراهن.

وقد توقَّف عند بعضها ابن بطوطة، لمّا خصَّهم بتدوينٍ جميل عنهم وعن بلدهم، استمعنا إِلى بعضه في عرض مسرحيٍّ غنائيٍّ رائق، في الافتتاح، أَبدع فيه الفنانون، عبدالرحمن أَبوزهرة وغادة شبير وآمال ماهر وآخرون.

كان شائقاً فيه تشخيصُ إِطلالاتٍ لأَمير الرحالة العرب، في الخليج ومصر والشام. ما ضاعفَ سعادتنا، نحن حضور حفل إعلان المنامة عاصمة للسياحة العربية، والذي أَكد لنا نجاح رهان قيادة البحرين وحكومتها وشعبها على تطوير بلدهم العربي الذي نحبُّ، هانئاً بالدعةِ والاستقرار والأمن والأمان، دائماً إِنْ شاءَ الله.

 

Email