الاقتصاد الإسلامي.. دبي رائدة المبادرات

جاءت الفرصة مواتية لتبوؤ دبي من جديد ريادة حركة الاقتصاد العالمي عبر تحريكها لقطاع اقتصادي واعد في ظل المؤشرات والمعطيات التي تبوح بأن الاتجاه العالمي يسير نحو الاقتصاد الإسلامي.

بدأت المبادرة بما طرحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بغية وصول دبي إلى موقع العاصمة العالمية للاقتصاد الإسلامي وهي مهيأة نحو تحقيق هذا الهدف والمسعى.

احتضنت دبي أول بنك إسلامي على مستوى العالم، وأول سوق إسلامي عالمي، لذلك فهي تلج اليوم بصورة سلسة نحو الاقتصاد الإسلامي لتكون الحاضنة التي تصب فيها ويتحرك من خلالها الاقتصاد الإسلامي العالمي، الذي يملك كل مقومات النجاح في ظل تهافت ومساعي الشعوب في العالم الإسلامي إلى هكذا تعامل.

فرصة كبيرة تلقفتها دبي بروح الأم التي تحتضن أبناءها فكل الأموال الإسلامية تبحث اليوم عن وطن يجذبها، ولا شك ان دبي هي ذلك الوطن القادر على احتضان كل تلك الأموال، فالسياسة الاقتصادية والمالية التي تسير عليها دبي، قادرة على ان تكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي.

فهناك أكثر من 2.3 تريليون دولار من الأموال في العالم الإسلامي تبحث عن بيئة جاذبة من دون منغصات. ففي ظل المتغيرات في عالمنا العربي والإسلامي بعد الربيع العربي، بات الجميع يتوجه نحو التعامل الاسلامي الذي يراه الكثيرون الحل الأمثل لبيئة تعاملات قادرة على ان تكون أكثر إشراقاً لتعامل بعيد عما هو مشبوه.

لقد حقق اقتصاد دبي على مر السنوات الماضية الكثير من النجاحات التي دفعت به نحو العالمي، رغم ما اعترض الاقتصادات العالمية من تحديات بما شكل من أزمات كبيرة، لكن اندفاع دبي نحو تعامل شفاف جعلها تخرج بسهولة من كل تلك العراقيل.

ولاشك ان الاقتصاد الاسلامي سيشكل اضافة نوعية الى رصيد دبي الكبير من النجاحات، فقد أكد سامي القمزي مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية نائب رئيس اللجنة المشكلة للإشراف على الاقتصاد الاسلامي، أنه سيتم التركيز على محاور ومسارات تتمحور حول التمويل الاسلامي والتأمين الإسلامي والتحكيم في العقود الاسلامية وتطوير صناعات الأغذية الحلال والمعايير التجارية والصناعية الاسلامية، إضافة الى معايير الجودة الاسلامية.

إن ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد خلال إعلانه عن ان تكون دبي عاصمة الاقتصاد الاسلامي من خلال العمل على صياغة معايير جودة جديدة تحمل قيم الاسلام العريق هو أحد المرتكزات التي ستحقق النجاحات الكبيرة للاقتصاد الاسلامي، خاصة عندما تكون دبي هي العاصمة الاسلامية للاقتصاد الاسلامي.

وستعمل دبي من خلال الاقتصاد الاسلامي على الدفع بهكذا تعامل، الأمر الذي يزيد من التنافسية وسيعمل على جذب الاستثمارات الخارجية الباحثة عن مكان آمن لها بين الدول العديدة بعد ان وجد اصحاب تلك الأموال المهاجرة أنه من الأهمية بمكان ان تعود إلى مواطنها الأصلية لتحقيق الأهداف والغايات من جانب، وأيضا كون البلدان الاسلامية تظل المكان الآمن لها من الغرب المهدد اقتصاده بمشكلات ومطبات تجعله يسير نحو الهاوية.