مسلسل المصالحة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يزورُ خالد مشعل المغرب، لحضورِ افتتاح مؤتمر حزب العدالة والتنمية، ويُصرِّح أَنه في لقاءاتِه مع مسؤولين مغاربة، طلبَ مساهمةَ الرباط في جهودِ المصالحة الفلسطينية.

وفي القاهرة، يستقبل الرئيس محمد مرسي، على التوالي، محمود عباس وخالد مشعل وإِسماعيل هنية، ويشير ثلاثتُهم إِلى جهودٍ مصريةٍ مرتقبةٍ لتحقيق المصالحة العتيدة، ويشيعُ أَنَّ اجتماعاً بين عباس ومشعل، في هذا الخصوص، ستستضيفُه القاهرة بعد أَيام.

يتجدَّد لدى قارئ مثل هذه الأَخبار ضجرٌ شديدٌ من حلقات مسلسل المصالحة الفلسطينية، والذي راجَ ظنٌّ أَنَّ حلقة الدوحة عرضت خاتمة مشاهدِه، وتم فيها توقيعٌ على اتفاقٍ تالٍ على اتفاقٍ سابقٍ في القاهرة، ثم قيل ما قيل عن عدم رضى "حماس غزة" عنه، ثم نُشر أَنَّ لجاناً مختصةً بدأت التنفيذ، وأَن عقدةَ عمل لجنةِ الانتخابات في قطاع غزة تم حلها، بعد سماح "حماس" التي تختطف القطاع منذ أَزيد من ستِّ سنوات لها بتحديثِ سجلاتها، لكن الحركة وحكومتها أَوقفت تالياً ما بدأته اللجنة.

وبالتوازي مع انعدام أَيِّ أَخبارٍ عن جهود إِنجاز حلٍّ شاملٍ لملف المعتقلين السياسيين لدى حكومتي رام الله وغزة، أَشهرت "حماس" أَنه تم احتجاز معتقلين جدد من عناصرِها في الضفة الغربية.

يبدو من قلة العقل أَنْ يُتابع المرءُ مسلسلاً مملاً كهذا، فيما متاحٌ أَكثرُ من مئةِ مسلسلٍ مصريٍّ وسوريٍّ وخليجيٍّ على الشاشات، وفيما الأَوجبُ متابعةُ مسلسلِ نجيع الدم السوري، والذي في غضونِ تعقبنا مستجداتِه، فاجأتنا حكومة رام الله بأَنَّ الانتخابات المحلية ستجرى في موعدِها في أكتوبر في الضفة الغربية فقط، طالما ليس واضحاً ما إِذا ستنجزُ لجنة الانتخابات في قطاع غزة مهمتها أَم لا.

وربما تكون هذه "العقدة" من موضوعات لقاء عباس ومشعل لاحقاً، ومما سيتداول فيه الفريقُ المصريُّ المختص برعايةِ محادثاتهما، وذلك كله مرجأٌ إِلى ما بعد العيد، ما يعني أَن مسلسل المصالحة الفلسطينية لا يرتبط أَصلا بالموسم الرمضاني، ولا يُنسى أَننا في الموسم السابع الذي يمر والمسلسل المذكور على «مطمطته» إِياها، ولا أَحدَ في وسعِه أَنْ يحسمَ ما إِذا كان رمضان العام المقبل سيهلُّ وقد ضجر الضجر من نفسِه جرّاءَ بؤس هذا المسلسل.

وحين لا يأتي محمود عباس في لقائِه محمد مرسي على المتاعبِ التي يُغالبها أَهالي قطاع غزة، ويتكفل بذلك إِسماعيل هنية، فيستجيب مرسي لمطلبِه تسهيل عبور الفلسطينيين المسافرين معبر رفح، بزيادةِ ساعات العمل فيه، ففي وسع المرءِ أَنْ يسأل عن مدعاةِ البحثِ عن المصالحةِ العصية في حلقاتِ مسلسلها الطويل، طالما أَن في مقدور حكومة حماس أَنْ تُمثل أَهالي القطاع، وتنطقَ باسمهم، وتُحاور القاهرة (وغيرها؟) بشأنهم، وطالما أَنَّ لا أَحد يعتدي على صلاحياتِ حكومة سلام فياض في استجداءِ العالم من أَجل إِسعاف السلطة الوطنية الفلسطينية مالياً.

لم لا ينتهي مسلسل المصالحةِ بهذه النهايةِ السعيدة المفتوحة؟

Email