من الذي يهدد أميركا اليوم؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت علاقتي مع مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية في التوقيت نفسه الذي بدأت حياتي الزوجية، وذلك لأن زوجي السابق كان ضمن مجلس الإدارة. حسناً، فقد انفصلت عن زوجي السابق، لكن علاقتي مع المجلس مستمرة، لأنه على الأغلب لم أسأل أنا أو زوجي المجلس من كان يريد حقا أن يتعايش معه منا نحن الاثنين.

وعلى مدى السنوات الــ20 الماضية، فإن عمل المجلس، الذي عقد، أخيراً، حفله السنوي للقوى من أجل الطبيعة في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، أصبح أكثر أهمية. ذلك لأن المعركة الآن ليست موجهة فقط ضد التلوث والملوثين. وإنما هي معركة ضد ظهور مجموعة صاخبة من الرجعيين المتعنتين الجدد الذين ينكرون أن هناك مشكلة على الإطلاق.

هناك انفجار في التفكير العائد إلى القرون الوسطى حقا، ليس فقط على الهوامش. فهناك رجعيون في مجلس الشيوخ وفي مجلس النواب، وبين الناس أنفسهم الذين يكتبون القوانين الفعلية التي تحكم ما يمكننا القيام به وما لا يمكننا تجاه هذا الكوكب.

فهم يشنون حرباً على العلم وعلى المنطق وعلى الحقائق وعلى الحقيقة نفسها. ونظراً لأن المنكرين، الذين يتربحون من التلوث وممن يخدمونهم داخل الحكومة، يعلمون لو استطاعوا زرع الشك بشأن ما إذا كانت هناك مشكلة، فليس لديهم ما يدعو للقلق إزاء الصراع حول تفاصيل الحل. المسألة كأن منزلنا يحترق، ولا يتعين علينا مكافحة النيران فحسب.

ولكن علينا أيضاً شق طريقنا عبر مجموعة صاخبة من المارة الذين يزعمون أنه لا يحترق على الإطلاق، وأننا متشائمون فقط. كذلك كانت وسائل الإعلام متهمة أيضاً. ففي السعي لتحقيق «التوازن»، ينسى كثيرون في وسائل الإعلام أن أسمى مهمة للصحافيين هي كشف الحقيقة.

وبدلاً من ذلك، يخلي الكثير من الصحافيين، مثل بيلاطس البنطي، مسؤوليتهم من البحث عن الحقيقة، ويعتبرون أن تقديم وجهي قصة التغير المناخي دليلاً على «الموضوعية». فليس لكل قصة وجهان، والحقيقة، في واقع الأمر، تكمن بقوة في جانب أو آخر. فالأرض ليست مسطحة.

والتطور حقيقة. وظاهرة الاحتباس الحراري واقعية. وكما قال «مارتن لوثر كينغ» بشأن صراع مختلف: «نحن الآن نواجه حقيقة، يا أصدقائي، مفادها أن الغد هو اليوم». وبينما تعاني الكثير من وسائل الإعلام من اختلال ضعف الانتباه، فما نحتاج إليه هو اضطراب وسواس قهري أكثر من ذلك بقليل.

لأنه عندما يتعلق الأمر بالصحافة، فإن الوسواس القهري يكون مناسباً للبيئة. ومن أهم الأمثلة على ذلك التغطية الإعلامية لخبر خط أنابيب النفط «كيستون» المثير للجدل للغاية. فالقرار الذي اتخذته وزارة الخارجية الأميركية، أخيراً، بشأن تأجيل المضي قدما في المشروع بعد انتخابات الرئاسة في عام 2012.

جاء في أعقاب التغطية القاسية من جانب صحافيي ومحرري الشؤون البيئية، بمن في ذلك صحافيو موقع «هافبوست»، الذين حرصوا بإصرار على نشر الخبر. لقد كان الدكتور كينغ محقاً في قوله: إن «غداً هو اليوم حقاً». وما نفعله اليوم سوف يؤثر بصورة عميقة على غدنا، وغد أطفالنا.

اليوم، تم تشخيص 9 ملايين طفل في أميركا باعتبارهم مصابين بالربو، يرجع السبب في الكثير من هذه الحالات إلى انفجار السموم في البيئة. وفي الوقت الذي ينبغي أن يكبر هؤلاء الأطفال ويستكشفون ويلعبون دون حدود مفروضة عليهم، يتم إرسال عدد كبير جداً منهم إلى المدارس مزودين بالأقلام الرصاصية والمساطر، ومستنشقات الهواء.

Email