أميركا والاستفادة من طاقات الشباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستخدم المراهقون وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الفورية لتنسيق التجمعات المفاجئة والاحتفال والتظاهر، وأحيانا للسرقة أو الإرهاب.

 

والآن، فإن مما يثير جزع شيكاغو أن مراهقين سود من الجانب الجنوبي لهذه المدينة التي لا تزال منقسمة عرقياً قد بدأوا في استخدام التجمعات الفورية في ارتكاب الجرائم على الشواطئ الشمالية التي يسكنها البيض إلى حد كبير ومنطقة التسوق.

 

. التجار يشجبون التهديد الموجّه ضد قطاع السياحة، ويتوعد قائد الشرطة بالقبض على الجناة، ويتم نشر المزيد من قوات الشرطة في المناطق المتأزمة.

 

يجب محاسبة الذين ينتهكون القانون عن جرائمهم، من أكبر رجال المصارف الذين يغشون المقترضين إلى المراهق الذي يسرق السياح.

 

. وبالنسبة للفقراء، فإن المسؤولية الشخصية ضرورة، وليست ترفاً. ولهذا السبب فقد قضيت الكثير من الوقت في الحديث مع الشباب حول الدافع للتسامي فوق ظروفهم. فربما تكون أنت ولدت في الحي المحاصر، ولكن الحي المحاصر لم يولد بداخلك.

 

لكننا في حاجة إلى مناقشة أوسع نطاقاً، ليس فقط بشأن مسؤولية المراهقين الذين ينشأون في شوارع قاسية الظروف، ولكن مسؤولية المجتمع تجاه الجيل القادم.

 

يصل معدل البطالة بين المراهقين على امتداد أميركا إلى 25%، حيث تبلغ النسبة في شيكاغو أكثر من 27%. وبين المراهقين من الذكور السود، تقترب من 50%. في شيكاغو وغيرها من المدن، تعتبر برامج الصيف من بين ضحايا أزمة الميزانية.

 

. فقد تراجعت برامج التوظيف الصيفي، وتراجعت برامج الترفيه والتعليم الصيفية. والأطفال الذين يمكنهم الحصول على وجبتين في اليوم في المدرسة يجدون أنفسهم الآن يصارعون من أجل الطعام في فصل الصيف.

 

التجاوزات في وول ستريت تعصف بالاقتصاد. الركود الكبير الناجم عن ذلك يؤدي إلى هلاك الملايين من عائلات الطبقة المتوسطة. يتم فقدان الوظائف، وتتحول المنازل إلى وضعية حبس الرهن. وتنقسم العائلات.

 

. والأطفال هم الضحايا. ومع ذلك، فعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أزمة الميزانية الناجمة عن الركود الاقتصادي، فإن برامج الأطفال يتم خفضها، في حين يتم إنقاذ المصرفيين، وتبلغ مكافآتهم مستويات قياسية. والمراهقون الصغار ليسوا وحدهم من يتصرفون بطريقة غير مسؤولة.

 

هؤلاء الشباب الصغار المساكين أشبه بالقش الجاف. فأي شرارة يمكن أن تؤدي إلى حريق.

 

. ومن دون وظائف أو برامج صيفية، فإنهم غالبا ما يعانون الجوع، ونقص السيولة والشعور بالملل. في الغالب، فهم في الغالب ينقلبون على بعضهم البعض، في ظل احتمال تصاعد العنف هذا الصيف بين الأميركيين الأفارقة واللاتينيين في الأحياء الفقيرة.

 

. لكن في بعض الأحيان، كما في حوادث حشود الغوغاء الأخيرة، يرفضون حبس حريتهم، حيث يشكلون تهديداً ويثيرون المشكلات.

 

ففي تقرير نشر في صحيفة «شيكاغو صن تايمز» الأميركية، نقلت «استر سيبيدا» عن «هكتور إسكاليرا» مراقب شؤون الأحداث في مقاطعة «كوك»، الذي يغطي حي «ليتل فيليدج» الفقير وهو عبارة عن حي يضم القليل من الحدائق العامة، .

 

ويسكنه 50 ألف شاب تحت سن الخامسة والعشرين، والذي تحول بالفعل إلى مسرح لعدة جرائم قتل، قوله: «لدي اعتقاد قوي بأن هذا الصيف سوف يكون الأسوأ من أي وقت مضى». و أضاف «سكاليرا».

 

: « لدينا الكثير من القضايا في المجتمع، وإذا لم نوفر للشباب الرعاية الصحية العقلية والتعليم وفرص العمل، فسوف نخسر المعركة»..

 

عندما تقدمت شيكاغو بطلبها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، فقد خيّم العنف بظلاله على الطلب. لذا فقد وضعت المدينة خطة لضمان سلامة الرياضيين والمشجعين. سوف تخصص شيكاغو الآن المزيد من المال لحراسة شوارعها، ولحبس المراهقين الذين ينتهكون القانون. ولكن ألن تكون مسؤولة عن وضع خطة لإشراك هؤلاء الشباب بدلا من مجرد تقييد حريتهم؟

Email