التوجيه والإرشاد المدرسي.. إلى أين؟ (1-4)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت فكرة كتابة هذا المقال والمقالات التي ستنشر تباعا من خلال حضوري ندوة الشباب والسلاح الأبيض عادة دخيلة وجريمة محتملة «والتي نظمتها هيئة» تنمية المجتمع بدبي مؤخرا والتي أكدت على أهمية الارشاد في مدارسنا، وكنت قد أعددت بحثا عن تقويم واقع عمل الأخصائية في المرحلة الثانوية.

 

تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورا مهما وأساسيا في تحقيق التوازن في المجتمع من خلال ادوارها المناطة بها ولكن تبقى مؤسسة المدرسة معنية بدرجة أكبر في توجيه الطلاب وارشادهم من خلال مجموعة من الخدمات التربوية والنفسية التي يقدمها الاختصاصي والاختصاصية إلى الطلاب والطالبات لوقايتهم من بعض الأخطاء التي قد يقعون فيها وعلاجهم مما يعانون منه من سلوكيات أو مشكلات وتقديم البرامج للطلاب والطالبات المتفوقين والمبدعين.

 

ومن اجل الحديث عن الارشاد المدرسي سوف اتناول اهمية الارشاد في مدارسنا وذلك من خلال ماتناوله المختصون في علم التوجيه والارشاد.

 

تكمن هذه الاهمية في التغييرات المصاحبة لنمو الفرد، فالإنسان خلال مراحل نموه يمر بفترات حرجة، كما يتعرض لتغيرات جسمية ونفسية واجتماعية وعقلية وغيرها، وفي كثير من الأحيان يصاحب تلك المتغيرات مشكلات يشعر معها أنه بحاجة إلى من يساعده، .

 

ويقف إلى جانبه في التغلب عليها خاصة مع ازدياد أعداد الطلبة، وتنوع التخصصات الدراسية، فالطلاب يواجهون تغيرات سريعة في مجالات واسعة من حياتهم، ففي مجال التعلم مثلاً قد لا يستطيعون التكيف مع التطورات التي تحدث في المناهج، أو في دخول التكنولوجيا إلى المجال التربوي، أو في تعدد مجالات التخصصات الدراسية، والمجالات المهنية.

 

ولم تستثن التغيرات التي حفرت وجهها عميقا في جسم المجتمع البنية الأسرية، فقد طالت الأسرة تغيرات عديدة، وطال هذا التغير بناءها، ووظائف أفرادها وصلاتهم ببعضهم، وأبعد هذا التغيير الأب وأحياناً الأم عن أطفالهما لفترات طويلة من اليوم.

 

واعتمدت بعض الأسر على مربيات لأطفالهم، أو إرسالهم إلى دور حضانة لا يتوفر فيها ما يشبع حاجات الطفل، مما حرم الكثير من الأطفال من تحقيق جميع مطالبهم النفسية أو الاجتماعية، وساهم ذلك في ظهور مشكلات انفعالية أو سلوكية لديهم.

 

كما ان التغيرات الاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا بصورة عامة تغيرات سريعة، شملت بعض العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية للسلوك، ووسائل الضبط الاجتماعي، .

 

وكذلك التغير في بعض القيم وما نِشأ عنها من صراع قيمي، والتغير الذي أصاب علاقاتنا الإنسانية، وأسلوب الحياة التي نعيشها اليوم، وصاحب ذلك التغير تقدم سريع في وسائل الاتصال، وما تحمله من أنماط وعناصر ثقافية مختلفة، وأحيانا متناقضة، كل ذلك ساهم في زيادة القلق والتوتر لدى الكثير منا، وجعلنا بحاجة للخدمات الإرشادية أكثر من أي وقت مضى.

 

وتعد التغيرات التقنية السريعة والتقدم العلمي الكبير وما صاحبه من منجزات علمية، ومخترعات دخلت إلى الأسرة والمنزل خاصة وسائل نقل المعلومات مثل التلفزيون ووسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت، ووسائل الترفيه مما كان له آثار سلبية في العلاقات بين الأفراد في الأسرة والمجتمع، .

 

وأدى إلى تغيير بعض الأفكار والمفاهيم والاتجاهات والقيم، مما ساعد في ظهور مشكلات نفسية تحتاج إلى مساعدة الاخصائي للتغلب عليها. لهذه الأسباب وغيرها، تزداد الحاجة إلى الإرشاد وخدماته بشكل دائم، ومما يزيد من الحاجة إليه أنه يقوم بدور وقائي ودور إنمائي أيضاً،.

 

لذلك يجب أن لا ننتظر حتى يصبح الأفراد في حالة اضطراب وقلق لنقدم لهم المساعدة الإرشادية، بل يجب العمل بشكل مستمر مع الأفراد لإبعادهم عن كل ما يمكن أن يسبب لهم ضيقاً أو قلقا. نبضة: التوجيه والارشاد مكون اساس لنجاح المدرسة في تأدية ادوارها المجتمعية اذا قدم على اسس علمية.

Email