الكذب دواء

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كذبت عليكِ لأني احبك، لم أكن أرغب في أن تزعجك تلك التفاصيل، هي تاريخ.. لا تلتفتي له».

منذ متى أصبح الكذب جابراً للخواطر! وبات البلسم لكل هفوات الماضي، وعثرات الحاضر، والطريق الوحيد لتجنب الألم؟

كل ما كنت أعرفه أن الكذب «داء»، ولم أعِ أني سأصل إلى زمن يصبح فيه الكذب «دواء».

....

لا تستغفلني

لم أطلب منك الكثير حين كان هذا جل رغباتي، إن كنت ترغب في إجراء حوار حضاري دون مواربة فليكن، وإلاّ، لا تفتعل إجابة يمكن لطفلة في الثانية عشرة من عمرها أن تدرك مدى سذاجتها، أمّا تغييرك المتعمد للمواضيع وتغيير مسار الحديث بطريقتك الفجة متجاهلاً جديته، فذلك أكثر إهانة من تصنع الإجابة.

تكرار المطلب مهما كان بسيطاً حين لا يلقى استجابة من الطرف الآخر، يصبح كالتسوّل، محفوفاً بالاحتياج والمهانة.

.....

اسأل نفسي كل ليلة «ما الذي أعادني إلى هنا من جديد؟ كنت قد أنهيت وانتهيت ونسيت، ما الذي تغير، ومن تغير»؟!

أعيد حسابات الأمس واليوم والآن، وأدرك أن كل يوم يمضي من عمري، يمرّ عليه الفرح مرور اللئام، فيما يمر الحزن، والصمت الثقيل، والسهر، والبكاء، مرور الكرام.

ما الذي جعلني أظن أن الغياب غيّرك لتصبح شخصاً أفضل، أكثر عقلانية ربما، أو أقل عصبية وتهوراً، وأنت لا تزال نزقاً تفقد أعصابك أمام عامل مسكين لم يفهم لغتك، ويعييك الصبر أمام جملة قلتُ نصفها ولم تمهل نفسك لسماع ما بقي منها.

أوبخ نفسي كل مرة أعاتبك فيها، فالاهتمام الذي سيأتي بعد العتاب، محض مجاملة سمجة، لا رغبة لي بها.

ترى..

لماذا عدتَ أنت، وما الذي أعادني أنا؟

Email