كوكب البدلاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

 مشهد: أنت جالس مع أفراد عائلتك في لقاء اعتيادي أو مناسبة اجتماعية وترى الجميع مبحلق في هاتفه الذكي ولا أحد يتحدث وشاشة التلفاز تعرض شريط الأخبار ولا مشاهد.

مشهد: أنت في »الكوفي شوب« مع أصدقائك وجميعهم مشغولون بأجهزتهم وحول الطاولة المجاورة هناك 6 شبان جالسون لا يتحدثون مع بعضهم بل رؤوسهم مطأطأة في الهواتف الذكية.

مشهد: أنت تمشي في مركز تجاري وتمر بجانب شاب واقف في منتصف ممر مبتسم وأصابعه تضرب أزرار جهازه. على بعد 4 أمتار منه أشخاص يلتقطون صورة »سيلفي« في لحظة اجتماعية نادرة خلال يومهم ذلك ثم يعودون لإرسالها لبعضهم بعضاً في صمت.

مشهد: أنت تنزل من ذلك الطابق في نفس المركز التجاري لتجد شاباً يتحدث مع هاتفه، للعلم هو يتحدث مع شاب آخر في عالم آخر، وهما يرسلان لبعضهما بعضاً محادثاتهما على شكل مقاطع فيديو.

مشهد: في صالة السينما تشاهد فيلماً وصديقك مشغول بجهازه بشاشته المضيئة الساطعة في وجهك، وعندما يحدث شيء في الفيلم يترك جهازه ليسألك: ما الذي حدث؟ أو لست تشاهد الفيلم معي في الصالة نفسها!

في فيلم Surrogates (البدلاء) الذي تجري أحداثه في المستقبل، يحبس الناس أنفسهم في غرفهم ويستلقون على كراسي ويضعون نظارات ويدخلون في حالة من السبات لأن هناك نسخة طبق الأصل لكل إنسان في العالم الخارجي.

أثناء حالة السبات يتحكم الناس بنسخهم الآلية التي تفعل كل شيء بدلاً منهم. عندما طرح الفيلم في 2009 قالت الناس إن السينما تبالغ، أما اليوم وبعد 6 سنوات فقط نحن نرى هذا يحدث أمامنا ولو بصورة مختلفة. فهل السينما تبالغ، أم نحن الذين نبالغ بتعلقنا الشديد بوسائل التواصل الاجتماعي الذي تخطى مرحلة الإدمان مما تسبب في انعزالنا عن العالم..تأملوها.

Email