الثلة الشريفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتأمل وجوه الشهداء الذين ارتقت أرواحهم في اليمن، وتعرف أن في سيماهم سراً عظيماً، فهؤلاء افتدوا بدمهم وأرواحهم، أمة بأكملها.

لا أحد يحب الحرب، لكنك تعرف أن الحوثيين ومن تحالف معهم، لو انتصروا وحكموا، لصدّروا الخراب إلى كل العالم العربي، فالقصة ليست قصة رغبة بالحرب، لكنك تستبق الخراب، بوضع حد له، وحصره في موقعه، هذا فوق إنقاذ ملايين البشر، من نساء وأطفال ورجال، من تنظيم يأسرهم، ويضحي بهم على مذبح الإقليم، إكراماً لمن لا يشبعون من دمنا في كل مكان.

في وجوه الشهداء، وجوهنا كلنا، فتسأل عن كل واحد فيهم، وقدره عند الله، فهؤلاء ذهبوا لصيانة أعراض المسلمين، ولتحرير طفولة الصغار من الموت، ولتأمين الحياة لعرب ومسلمين، فلم يقاتلوا إذاً دون سبب، ودون هدف، أو رغبة بالقتال، ولم يقاتلوا لعصبية، بل لتحرير أعراض الناس وأرواحهم من الاختطاف، ودمهم منذور منذ يومه الأول في المؤسسة العسكرية، لله، ولصيانة حياة الناس، والبلاد.

في مرات تكون التضحية بطولة وشجاعة، وفي ذات الوقت تفتدي الثلة الشريفة من المقاتلين، أمة بأكملها، ولنا أن نتخيل ماذا سيحدث لو تمدد الحوثيون، وصدّروا خرابهم واقتتالهم وإرهابهم إلى كل المنطقة، ولحظتها سيصير الكلام عما كان واجباً فعله بشكل استباقي، لردعهم عن غيهم، بشراكة زعيم عصابة فاسد، أبى إلا أن يحرق اليمن مقابل كرسيه، وهو كرسي، لا يستحق في النهاية كل ما يفعلونه

. لا أحد يحب الحرب، والإمارات ذاتها تدرك صناعة الحياة، فوازنت بين اقتلاع شوكة الإرهابيين، هي ودول عربية، في الميدان، قدمت الدم أيضا، مع الإمارات، بذلك الجهد التنموي والإغاثي، لرد الحياة إلى روح الشعب اليمني، فالإمارات لا تهوى الحروب، وتدرك أسرار صناعة الحياة، والمستقبل.

 

Email