طينة الأنثى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الكتب التراثية حكاية عن فرعون مدعي الألوهية، وأن الله لم يهلكه إلا بعد أربعين عاماً، من دعوة سيدنا موسى، لأنه كان باراً بأمه، وأن عقابه تأجل حتى رحلت أمه.

القصة التي يراها بعض العلماء، بلا أصل، تبقى مثيرة للتفكر، لأننا نشهد أيضاً، تغيراً في أحوال كثيرين وكثيرات بعد رحيل الأم، لأن القلب الداعي لم يعد في الدنيا، وكأن مظلة الحماية تم رفعها؟!

حين تقابل أجلاف الرجال في هذه الحياة، تجزم أنهم كانوا بلا أمهات طيبات، ومن الاستحالة أن تجد رجلاً جلفاً غليظ القلب، عاش حياة طبيعية مع أمه، لأن الحنان نبع واحد ينساب من قلبها إلى قلبه.

في الحديث النبوي أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها، فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم هل أديت حقها؟

قال: «لا، ولا بزفرة واحدة»! .. أي من زفرات الطلق والوضع ونحوها... تخيل رعاك الله، فماذا نقول اليوم لمن يعتقدون أن وضع درهم في يد أم، أو زيارة أم مرة أسبوعياً، ترد لها حقوقها.

الفرق بين الأمهات والزوجات، كبير، فالأم صابرة لا تشكو ولا تتذمر، حتى لو قابلها ابنها بأي عقوق، لكن الزوجة لا تصبر على حقوقها، لأن الأم من معدن مختلف، غير أن ذات الزوجة في صورة من صورها أم عظيمة أيضاً.

طينة الأنثى عموماً، أرقى وأكثر نبلاً، فهل سمعتم يوماً، عن ابنة عاقة، بالتأكيد ما ندر. لكننا نسمع دوماً عن أبناء ذكور عاقين يتطاولون على والديهم لأي سبب كان!؟

في رمضان، لا يكفي أن تدعو امك لمائدة إفطار، أو تضع درهماً في يدها، لتعتقد أنك أديت واجبك، فالأم تريد منك أن تحبها قبل أن تنفق عليها، وأن ترحمها في هذه السن.

أصل الرجل الطيب، أم طيبة.. بلا سؤال أو جواب!

Email