المسافر أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

حاولت شركات الطيران الأميركية الضغط على نظيراتها الخليجيات في إطار السعي لـ «الانقضاض» على جزء من حصتها السوقية لكن يبدو أنّ السحر انقلب على الساحر بعدما سلط الإعلام الضوء على الفارق الكبير في الخدمة والاهتمام بالعملاء، فتبيّن للقاصي والداني أنّ هذه الناقلات لا تقدّم لزبائنها أي دلال، وأنّ «الهجوم» على الناقلات الخليجية كان من باب الغيرة.

انتهت الحملة بنتائج لصالح ناقلاتنا الوطنية، والخليجية، وبـ «درس» في خدمة ورعاية المسافرين، وبخسارة الادعاء بأنّ ناقلاتنا تتلقى الدعم من الموازنات كما ادعت الحملة الأميركية.

ومن هنا، تلقت ادعاءات الشركات الأميركية التي كانت تدعي التزامها بالسوق المفتوح وبالأفضلية التنافسية ضربة قاصمة بعدما لجأت إلى الحمائية أسلوباً لحجب الخدمات الراقية التي تقدّمها شركات الطيران الخليجية لعملائها قاصدي المطارات الأميركية.

ومن قبل حاولت بعض الشركات الأوروبية استخدام ذات الأسلوب لتقليص الحصة السوقية لشركات الطيران الخليجية عبر سياسات ضريبية تهدف إلى إبعاد شركات الطيران عن أسواقها. وهنا يكفي ذكر مقترح ضريبة الكربون الذي لايزال يعرقل اتفاقية التجارة الحرة الخليجية الأوروبية التي يتفاوض عليها الطرفان منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي.

الحملة الأخيرة وما سبقها تأتي في إطار عجز عن المنافسة، وقصور في مجاراة الخدمة عالية المستوى التي تقدمها ناقلاتنا الوطنية. كما تكشف عن استغلال فج للقوانين، بل محاولة للتلاعب بالنظريات الاقتصادية التي تقوم على الأجواء المفتوحة، وعلى التنافسية: في الأسعار وفي مستوى الخدمة وفي الالتزام بمعايير السلامة والأمن. المهم، أن المسافر يعرف من يعتني به أكثر، ومن يستحق؟!.

 

Email