خسارتهم مكسب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينام البعض ليحلم بالنجاح، فيما ينهض آخرون لتحقيق أحلامهم وصناعة واقعهم.

وحدهم المتمسكون بالأحلام دون التحرك خطوة واحدة باتجاه تحقيقها، عالقون بالوهم، يشغلون أوقاتهم بالحديث عن الآخرين، والنظر الى نجاحاتهم بالكثير من الغيرة والحقد، ويكيلون لهم الاتهامات التي لا أساس لها غالبا، علّهم بذلك يشفون غليل غيرتهم بالانتقاص من شأن الآخرين وأدائهم.

لو أنهم استغلوا الوقت المهدور على الآخرين، في التركيز على أنفسهم، لكانوا حتما الافضل، ولتوقف انتشار الكراهية والغيرة التي لا تعرف طعم التنافس الشريف، ولتحولنا الى مجتمعات متطورة كتلك التي ينشغل بها الناجحون بأنفسهم وبخططهم للوصول لأهدافهم، لا بالآخرين.

ليس جديدا ان الناجحين لهم اعداء، وأنهم يتلقون في ظهورهم خنجراً تلو الاخر، كلاماً وإشاعات وحرباً معلنة وأخرى جبانة، يتحدثون خلفهم لأنهم فعلاً »في الخلف«، ولو كانوا في المقدمة لما انشغلوا بمن تخلّف، الجديد ان بعض الفاشلين لم يعد لديهم أي رادع ديني أو أخلاقي، فباتت حتى اعراض الناس سلعة رخيصة يمكن الخوض فيها كأنها حوار عابر.

ليس فينا من هو كامل، فكلنا بشر، لكن لو أردنا النهوض بأنفسنا وصنع الحياة التي نحب ونرغب فعلينا الايمان أن لا مستحيل قادر على قهرنا، والنظر الى انفسنا وتوجيه تركيزنا عليها لنرى ما بها من عيوب قبل ان نحصي أخطاء الاخرين او ندّعيها، او على الاقل لنتعلم منهم ونتفوق عليهم.

يقال: من ضمن »المكاسب« التي يمكنك ان تحصل عليها في الحياة هي »خسارة« بعض الاشخاص، ولا يمكنني الا ان اتفق بشدة مع هذا القول، خاصة ان كانت خسارتهم تغنينا عن مواصلة تحمل طعنات الحقد، والمحاولات المستمرة لتثبيط عزيمتنا، والتشكيك في تميزنا عنهم، كونهم فقط، لم يستطيعوا ان يكونوا »نحن«.

 

Email