تشجيع غير نظيف

ت + ت - الحجم الطبيعي

باتت الرياضة تحتل حيّزاً كبيراً من حياتنا، لكن الروح الرياضية غابت.

ففي معظم المباريات القوية التي تنهمر علينا عبر الفضائيات، يخرج لاعبو الفريقين المتنافسين جنباً إلى جنب بعد تبادل العناق والقمصان.. فيما المشجّعون (سواء داخل الملعب أو على بعد آلاف الأميال)، متشنّجون، وربما يتعاركون.

في الكلاسيكو الإسباني الأخير بين برشلونة وريال مدريد ليل الأحد الاثنين الماضي، تحوّلت الهتافات والتشجيع في أحد المقاهي إلى مشادات، كادت تتحوّل إلى معركة، لو لم يكن هناك بعض أصحاب العقل الذين تمكّنوا من احتواء الموقف.

المباراة كانت متشنّجة ومتوترة، والحماس طاغياً فيها وحولها.. ولكن أن يتحوّل الأمر شجاراً بين مشجّعين في مقهى يبعد نحو خمسة آلاف ميل عن الملعب، فهذا أمر غير محمود.

تحوّلت لعبة كرة القدم، وعلى مستوى العالم، للأسف، إلى مؤجج للصراعات، بعدما كانت هذه الآفة مقتصرة على العالم العربي، وعلى بعض الدول في العالم الثالث، وعلى بعض القطاعات في عدد محدود من الدول الأوروبية.

وهذا «بفضل» التنافس الحاد بين شركات الرعاية، وبين شركات تصنيع الأدوات والملابس الرياضية، التي باتت تضخ الملايين، وتسعى لجني المليارات، عبر خلق حالة من النهم، بل الجنون، الشرائي، وهذا لا يتأتّى إلاّ عبر خلق حالة من الهوس والإدمان بفريق ما أو لاعب ما.

والصراع الذي يجري على نيل حقوق بث ورعاية الدوريات والبطولات، ما هو إلاّ حلقة في هذه الدوامة، لتدمير الروح الرياضية وهذه الرياضة.

هذا مجرد تحذير من مشجّع لعموم المشجّعين.

Email