تواصل إيجابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتضنت دبي أعمال قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب. عنوان ساخن لشأنٍ حياتي بات يشكّل حياتنا، والشغل الشاغل لملايين البشر الذين باتت وسائل «التواصل» جزءاً من حياتهم، بل ربّما هي حياتهم.

هذه الوسائل أصبحت محرّكاً لتفاعل الناس مع هذا الكون. وهي بدأت وسائلَ تواصلٍ قبل أن تنحرف عن وظيفتها لتزج بالناس في عالم افتراضي يكون في كثير من الأحيان مليئاً بالسلبيات، وتصبح ذات تأثير معاكس لما يفترض أن تكون.

ومن هنا كانت الدعوات، ومنها تنبيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى ضرورة وضع الركائز الرئيسة لاستخدام هذه الوسائل، بما يضمن زيادة تأثيرها الإيجابي في تعزيز القيم في حياة الناس.

وتشجيع تفاعلهم البناء معها، والتحفيز إلى التفكير الإبداعي لتطوير مختلف نواحي الحياة والاستفادة منها لتبادل الآراء والمعرفة والخبرات، بما يخدم الإنسانية ويعزز ترابطها وتقاربها عبر التركيز على الدور الإيجابي لها، بعدما باتت هذه الأدوات التي وجدت لتعزيز التواصل وسيلة تفريق، وأدوات تشتيت، بعدما طغى جانبها السلبي على الإيجابي المرجو والمأمول.

خلال يومي القمة التي احتضنها مركز دبي التجاري العالمي، سعى رواد التواصل الاجتماعي العرب إلى تسليط الضوء على تحديات توظيف مجالات التواصل الإيجابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما يخدم الناس وجهود التنمية، والإضاءة على الجوانب التي يجب الحذر منها.

نحن نعيش ثورة تكنولوجية اقتحمت كل ركن في حياتنا، حتى بتنا كباراً وصغاراً أسرى «مجتمع» افتراضي يسرق أوقاتنا وحياتنا الاجتماعية الحقيقية ويعيد تشكيل اهتماماتنا، والأخطر سلوكياتنا، وسلوكيات البراعم والناشئة.

والقمة الأخيرة، وكل الفعاليات التي تصب في هذا الإطار، محاولة لتصحيح الأمور عبر التركيز على الإيجابيات، ونشر طرق الارتقاء بعمل هذه الوسائل بما يخدم المجتمع، ويعيدها إلى سكّتها كوسائل تواصل وتثقيف لا وسائل تشويش وتشتيت.

Email