وجبات 5 نجوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختزن الذاكرة التي راقبت حرب تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي وعاشتها، الكثير من المشاهد التي لا تنسى، أقلّها الطوابير التي تمتد لآلاف الأمتار أمام مخابز شركة المطاحن، والوقوف منذ ما قبل شروق الشمس أمام فرع الجمعية للحصول على «شيء ما».

وكذلك المقارنة بين وجبات الأكل التي توزّع على الجنود العراقيين والتي تتكوّن من «خبز» وحبتي طماطم (اصطلاحاً) وخيار، وما يتيسّر من معلبات، وبين وجبات الجيش الأميركي الفارهة المغلّفة بطريقة أثارت حيرتي لسنوات وسنوات، وما تتضمنه من سكاكر وحتى عود تنظيف الأسنان.

وكثيراً ما تعود هذه الصور لتسيطر على «أرشيفي» كلما رأيت طوابير البشر في غير بقعة من هذا العالم (وما أكثرها)، بانتظار الحصول على الخبز أو الماء أو المساعدات، وأتساءل: هل الخبز الذي يعود به هذا الطفل يستحق اسم خبز فعلاً؟ وهذه المعلبات التي تتضمّنها المعونات هل لاتزال صالحة بعد عدة مراحل من التخزين والتفريغ والتحميل؟ ولماذا لا تكون هناك وجبات كالتي كانت توزّعها عربات الهمفي الأميركية في مثل هذه الأيام قبل 24 عاماً.

وخلال بحث في الإنترنت وقع نظري على تسليم برنامج الغذاء العالمي وجمعية دبي الخيرية لوجبات جاهزة للأكل لا تحتاج لتسخين، وبـ«منيو» متنوّع، للمناطق المنكوبة، ومن مصنع إماراتي.

تواصلت معهم ووقفت على أسلوب العمل والفكرة. ومن المعلومات أنّ الوجبات صالحة للاستهلاك خلال عامين من الإنتاج، ومغلّفة بأربع طبقات من التغليف.. والأهم، هي لا تحتاج لماء أو نار لطهيها، وهو ما قد لا يتوفّر للمنكوبين أو المحتاجين الذين يتلقّوْنَها..

كذلك تساعد هذه الطبقات على حفظها وبلا مواد حافظة، إلى جانب أنّها مصنّعة من مواد حلال، وتحتوي على قيمة غذائية مدروسة، وليست مجرّد وجبات تملأ البطون.

هذا المصنع الذي تحمل منتجاته اسم «الطيب» ويعمل في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، يرفع شعار: ليس في وسعنا وقف الكوارث أو الحروب، لكن بوسعنا تقليل آلام المحتاجين باللقمة الهنية الصحية.

Email