حقبة الباجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعتبر حرق محمد البوعزيزي نفسه في 17 ديسمبر 2010 شرارة ثورة الياسمين التونسية، واليوم بعد مرور ما يزيد على أربعة أعوام على تلك الحادثة تدخل تونس مرحلة جديدة بعدما عبرت المرحلة الانتقالية وأنجزت المرحلة التأسيسية.

المرحلة الجديدة هي مرحلة بناء الجمهورية الثانية، وكي تحقّق هذه الجمهورية طموحات الناخبين لا بد أن تضع نصب عينيها ما فعله البوعزيزي لا أن تدير له الظهر.. والمقصود هنا الهم الاقتصادي ـ المعيشي.

فريق حملة المرشح الرئاسي الفائز الباجي قايد السبسي، والذي سيكون فريقه الرئاسي، يستشعر أهمية هذا المحور، ومن هنا يبرز تصريح القيادي في حركة نداء تونس المكلف الملف الاقتصادي في فريق الرئيس من أنّ الحكومة العتيدة المقبلة ستتخذ إجراءات عاجلة لتسريع عمل أجهزة الدولة حتى تعمل بكامل طاقتها، وبنسبة 100 في المئة.

حتى يشعر التونسيون بالراحة، مشيراً إلى أنّ الحكومة ستفتح خطاً مع الأطراف الاجتماعية الممثلة بالاتحاد العام التونسي للشغل وهيئة الأعراف لدفع عجلة الاقتصاد وجلب الاستثمارات.

 هذه التصريحات تعتبر مؤشّراً على أنّ حكومة السبسي (برئاسة المكلّف الحبيب الصيد) تعي أنّ سبب ما مرّت به تونس وانتشرت منها شرارته في المجتمعات العربية اقتصادي - اجتماعي في المقام الأول.. وأنّ الدواء من الداء. الحكومة الأولى في عهد السبسي ستكون أمام اختبار لا تحسد عليه، فالمعالجات تجب أن تكون سريعة وناجعة لتبلسم الجرح.

التونسيون لا تنقصهم الحريات فما لديهم قد يفوق ما هو متاح في كثير من الأقطار، رغم التضييق البوليسي الذي عانوه خلال عقدي حكم الرئيس زين العابدين بن علي. لكنّها أولويات، فمن يفتقد رغيف العيش والأمان الصحي والأمن الاجتماعي لشيخوخته لا تشبعه الحريات، أيّاً كان تصنيفها ووصفها؟!

ختاماً، نأمل أن يقود ابن قايد السبسي تونس إلى بر الأمان والاستقرار.

Email