فوكوياما والأزمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

على نقيض الكهنة والمنجمين يبشرنا فرانسيس فوكوياما، له الثناء، بعام مقبل ليس أكثر سوءاً من السنة المشارفة على تمامها. تفاؤل صاحب «نهاية التاريخ» لم يذهب إلى وضع نهاية للأزمات المتفاقمة عبر العالم على نحو يحيل العام الجديد أفضل من الجاري.

ربما لا تبدو رؤية المفكر الأميركي أكثر وضوحاً وبلورة من أصحاب الكرات البلورية، إذ أكد أنه لا يملك إجابة واضحة تجاه مستقبل سوريا، بينما يرى استمرار الحرب الأهلية الليبية فترة تبلغ بأطرافها حد الملل!

إبان المنتدى الاستراتيجي العربي بلور المفكر ياباني الجذور، رؤيته المحرضة على التفاؤل عبر أربعة محاور، صعود الصين المتنامي، طموح بوتين المتزايد وأحداث الشرق الأوسط المتصاعدة، وسياسة أميركا الخارجية.

بغض النظر عن نفاذ رؤى فوكوياما أو صدقية بشارته، استوقفتني مقاربته الناقدة لسياسة أميركا في المنطقة، إذ قال إن الولايات المتحدة تذهب إلى دول مثل العراق لتشكل مؤسسات ديمقراطية قبل أن تنتبه إلى أن تلك الدول تحتاج أولاً خبرة بناء المؤسسة الديمقراطية.

مقاربة فوكوياما الشرق أوسطية لم تحرضني على التفاؤل أو الافتتان برؤيته، ذلك أن السياسيين الذين لا يجيدون قراءة التاريخ يعيدون إنتاجه، حسب رؤية أدموند بيرك.

Email