ليسوا غرباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

للاغتراب ثقافته، والمغتربون في الدنيا أنواع، والعرب والأجانب الذين يعيشون هنا في دولة الإمارات، ليسوا غرباء ولا يشعرون بهذه المذاقات اللاذعة.

كثرة من العرب والأجانب في هذا البلد، تسمع انطباعاتهم، يحبون البلد، ويقولون لك إن هذه بلد قانون، لا أحد يعتدي فيها على الآخر، ولا يضام أحد لكونه من بلد آخر، فالإماراتي ليس فوقياً بطبيعته، ولا يمارس مواطنته عبر إيذاء من جاء إلى هذا البلاد، بل يشهد الجميع أن أهل الإمارات يتسمون بحسن الأخلاق والطيبة والتواضع، والانفتاح الذي يمكنهم من احترام وتقدير الآخر.

حصانة هذا البلد نابعة من أسرار كثيرة، أبرزها أن لا أعداء كامنين فيه، لا من مواطنيه ولا من الذين قدموا من كل الدنيا للعمل أو السياحة او الاستثمار، وهكذا يكون الجميع شركاء في تمني الخير للبلد، ويفهمون جميعاً معنى أن يبقى مستقراً آمناً، وسط العاتيات التي تعصف بهذه الدنيا.

ليست ثقافة الرزق هي التي تحكم كل هؤلاء، فهذا ربط يمس مشاعر الناس، ويقدمها باعتبارها مجرد انتماء لأجل الدخل الشهري، وهذا ظلم غير لائق، فمن حق الناس هنا أن يقولوا إنهم يحبون هذا البلد وأهله، لاعتبارات كثيرة، من بينها صيانة كرامتهم الانسانية، والعدالة، وتقدير الخبرة، والشعور أيضاً بالأمن وأن لا أحد ينالك بنظرة أو ينال من حقوقك باعتبارك غريباً ضعيفاً يمكن التطاول عليك.

عبر هذه المعاني كلها، خلقت الإمارات «شبكة حماية وجدانية» تحميها من الداخل، يتشارك فيها الإماراتي والعربي والأجنبي، وهي شبكة تفيض بالطاقة الروحية النورانية، إذ لا ينام فيها مظلوم، ولا يهان فيها أحد، ويصير الجميع سوار حماية وجدانية وعملية لهذا المجتمع، ولديمومة الاستقرار فيه، خصوصاً أن وعي الجميع بات يثبت لهم أن كلفة المقامرة بالاستقرار في أي بلد، يدفعها الجميع، ولا مردود لها أصلاً.

Email