قصة حب

تأثّرت كثيراً يوم السبت الماضي، بصورة تلك المسنّة البحرينية التي تعاني متاعب صحية في الجهاز التنفسي، وحضرت برفقة أنبوب الأوكسجين إلى المركز الانتخابي، للإدلاء بصوتها في الانتخابات النيابية والبلدية.

تعكس الصورة مدى إيمان هذه السيدة بممارسة حقّها الدستوري في اختيار من يمثّلها تحت قبة المجلس النيابي أو المجلس البلدي، كما تعكس بذات القدر هذا التمسك بالديمقراطية. هذه السيدة مجرّد نموذج من مشهد عام كان لافتاً يوم السبت الماضي في مراكز الاقتراع البحرينية، فالناخبون كبار السن هم أول الحاضرين.

كانت انتخابات السبت الماضي تحدّياً كسبته البحرين، وفي رأيي أنّ الناخبين الكبار هم الرقم الصعب في إنجاحه، فهم يصوّتون عن إدراك لأهمية الصوت.. يصوّتون بوعي.. يصوّتون بعيداً عن غوغائية الشارع.

أكل الدهر سني عمرهم، ومع ذلك يصوّتون للمستقبل. وهذه قمة التفاؤل، وقمة حب الوطن. وإذا كان لنا أن نوجه رسالة إلى القيادة البحرينية، فالرسالة هي اقتراح بتكريم الناخبين الذين تعدّت أعمارهم الـ70 وذهبوا إلى صناديق الاقتراع، فهذا الإقبال ينم عن عزم، وإصرار، ووفاء، ويعكس قصة حب تستحق التكريم.