كلمة أستاذ

ت + ت - الحجم الطبيعي

فقد الأستاذ علي عبيد الهاملي، نهاية الأسبوع، والدته الفاضلة تغمّدها الله بواسع رحمته ومغفرته، لكنّه لم ينس وسط الأحزان التزاماً بيننا رتب له قبل أسبوع، لمقال عن العلاقات الإماراتية المصرية حجزت مساحته مسبقاً ضمن صفحات الملف الذي تنشره «البيان» اليوم بمناسبة الملتقى الإعلامي الإماراتي المصري في القاهرة، بتنظيم نادي دبي للصحافة.. فكان المقال جاهزاً في الموعد.

تصرّفٌ مهنيٌ ينم عن احترام للكلمة.. تصرّفٌ مهني يؤكد قدسية الالتزام.. تصرّفٌ مهني بات عملة نادرة في زمن شح فيه المهنيون، حتى باتت الصحافة تعاني تصحّراً.. والأخلاق المهنية جزْراً.

علي عبيد صحافي من زمن جميل، كانت للصحافة فيه قدسية نابعة من إيمان أبنائها بأنها سلطة.. وبالتالي هي التزام ومصداقية.

وفاء الأستاذ علي عبيد بالتزامه، وإنجازه المقال في زحمة العزاء، وألم الفؤاد، ولوعة الفراق التي تسبّب بها فقدان عزيز، يجب أن يقف عنده أبناء هذه المهنة، فهذا درسٌ في الخلق الذي يجب أن يتحلى به الصحافي.

الصحافة اليوم باتت تعاني حزمة من التحديات.. تحديات كثيرة ومتشعّبة، ومن بينها بالتأكيد خفوت في الذوق والأخلاق، وتحوّلها إلى مسلك للتكسّب والتربّح. بل إنّ كثيرين من العاملين فيها، للأسف، بعدما تحوّلت إلى مهنة من لا مهنة له، يتعاملون معها كوظيفة.. ولم تعد عشقاً.

نعم، الصحافة عشق.. ومن يعمل فيها يجب أن يؤمن بذلك.

نعم، الصحافة فن وأخلاق.. ومن يعمل فيها يجب أن يحترمها حتى يُحترم.

شكراً يا أستاذ علي على إحياء هذه القيمة.

Email