مكاييل السياسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لسنين طويلة تردّدت مقولة كيل المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمكيالين في التعامل مع قضايا العالم، وبالأخص في قضية النزاع العربي- الإسرائيلي.

ولكن التطورات التي مرت بها قارات العالم في الشهور الأخيرة، تدلل على حقيقة أنّ هناك مكاييل عدة في التعاطي مع قضايا البشرية، فعندما اجتاح مقاتلو الثورة السورية بلدة كسَب ذات الأغلبية الأرمنية، ضجّ العالم صخباً وقلقاً، وعندما هجّر الإيزيديون من شمالي العراق قسراً، قرع العالم ناقوس الخطر وبدأ الحشد لتأليف تحالف دولي، وكذلك الحال مع عين العرب- كوباني، التي تداعى كل العالم مع محنتها، ولكن عدواناً أقبح من عدوان «داعش»، كان يقترف في بقعة غير بعيدة، هناك في قطاع غزة، صباحاً ومساءً، بلا تأنيب ولا ضجيج! إن المجرم، للأسف في نظرنا فقط، هو إسرائيل؟

ⅦⅦ

في أكثر من بقعة من هذا الكون تصفية لأعراق، كالروهينغيا في ميانمار، وكالإيغور في الصين، ولكن لا يوجد من ينادي.

فتك فيروس الإيبولا بأكثر من 4400 شخص، في أفريقيا ومناطق البؤس، لكن الدعوات لحماية الأمن العالمي من هذا الوباء لم تقرع إلاّ عندما قرع الفيروس أبواب المستشفيات في إسبانيا، والولايات المتحدة.

منذ كنت في المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسّطة، وأنا أُستفز من لفظة: العالم الثالث. ولطالما تساءلت: نحن العالم الثالث، والعالم الأول أعرف أعضاء ناديه، ولكن أين العالم الثاني؟

ومع تطور المدارك، عرفت أنّ العالم الثاني هو تلك الفجوة التي تفصل بين«أنواع» البشر.

وهكذا يثبت لنا الطرف الآخر أن سياسة المكيالين، التي كنا نهاجمها، رحمة مقابل الواقع المر، وأن الحاصل هو سياسة المكاييل.

Email