مكان لا يشبه دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أحد عبَر تجربة ذبح الأضحية يوم العيد في مقصب دبي وخرج ـ أتمنى أن أكون مخطئاً ـ بابتسامة الرضا والإشادة. قضاء أكثر من ست ساعات في مكان واحد يوم العيد، يسبغ على ذلك المكان أحد ألوان محببة تجعله وجهة جاذبة. عندما تكون الساعات الست مستنزفة من يوم العيد ومشبعة بالتوتر، تصبح هدراً على نحو يجعل المكان بالضرورة بيئة طاردة.

مقصب دبي يوم العيد شكل بقعة سوداء لا تلائم المناسبة كما لا تواكب المدينة. المكان لا عتاب عليه من حيث المساحات والتصميم. الأزمة تكمن في أن الطاقة الاستيعابية للمكان مثل إمكانات تجهيزه، لا يستوعبان حجم التكدس المنسرب من أنحاء المدينة. يوم العيد نفسه يتسم بالقصر تحت ضغط أجندته الاجتماعية. من غير المحتمل استنزاف طقس الذبح بمساحات زمنية على حساب الأجندة المتبقية.

مفصل الأزمة لا يتبدى فقط في مداخل المكان وتجهيزاته، بل في العقلية الكامنة وراء أمراض الأزمة وأعراضها. مقصب دبي لا يشكل مصدراً للقلق في يوميات المدينة المعتادة. خطوط الإنتاج تتحمل ما يكفي لإشباع نهم المدينة بلا توتر أو تعطيل. مناسبة الأضحية يوم استثنائي.

إذا كان متوسط الذبح اليومي لا يتجاوز مئات الرؤوس، فإنه بلغ أكثر من ستة آلاف يوم العيد، طاقات العمل تهبط مع تصاعد التوغل في الدم والزمن. من غير المنطقي أن ييمم سكان المدينة من جبل علي إلى النهدة مقصباً واحداً في يوم العيد. ثمة مقصب صغير ظل يمتص قطاعاً من السكان في بر دبي سنين عدداً. إغلاق هذا المقصب قبل تجهيز البديل، أدى إلى التكدس المثير للضجر يوم العيد في المقصف الوحيد. هناك عدد لا بأس به خرج عن نصوص اللوائح، فأسهم أولئك في تخفيف الأعباء المفترضة على المقصب الوحيد.

وجهات الخدمات الأساسية في المدينة، حتى تلك المرتبطة بالمناسبات الموسمية، تترك انطباعات سلبية يتطلب محوها جهداً أكبر مما يمكن بذله في تهيئة الظروف لإثبات تلك الانطباعات.

مقصب دبي يوم العيد مكان لا يشبه صورة دبي الواقعية والمتخيلة.

Email