مواقف ثابتة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تأت مشاركة الإمارات في العمليات العسكرية على تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي من فراغ بل جاء عن قناعة إماراتية خالصة بوجوب القضاء على التطرف والإرهاب من جذوره وأن هذه الإشكالية إشكالية دولية وليست محلية محصورة بدولة معينة.

قناعة الإمارات بالقضاء على التطرف والإرهاب قناعة قديمة ليست وليدة اللحظة أو الوقت، فمواقف الإمارات في هذا الجانب عديدة ومشرفة فهي لا ترضى بالاضطهاد والخراب والدمار باسم الدين ولا ترضى باستغلال الإسلام لصالح فئات وجماعات لا تعرف أبداً معاني وروح هذا الدين.

فالإمارات دائماً تساند وتدعم المستضعفين الذين يذوقون الأمرين مع تراجع التنمية في بلدانهم وتسلط هذه الجماعات في ظل غياب المؤسسات الحكومية.

لم يقتصر موقف الإمارات على هذا الجانب إنما واصلت مساندتها لشرعية الدول خاصة كدولة مثل مصر التي تعتبر قلب الأمة العربية النابض بالحياة، فلن ترضى بتطاول رئيس مثل طيب اردوغان في كلمته في الأمم المتحدة على مصر .

وقد كان موقف الإمارات وردها على الكلمة واضحاً وصريحاً بأن تهجم اردوغان على مصر تدخل في الشأن المصري، والإمارات لا تقبل بذلك التدخل السافر الذي يستفز العرب.

وخطاب الرئيس التركي كان خطاباً غير مسؤول خاصة أن مواقفه اتجاه الأحداث في المنطقة غير واضحة، فشأنه بدعم تنظيم الإخوان المسلمين وشأنه بدعم داعش ويسمح باستغلال حدوده لأغراض غير شرعية دولية وتحاربه كل الدول وهو دخول المقاتلين عبر تركيا إلى سوريا والقتال مع داعش.

إذا كان اردوغان يكيل القضايا بأكثر من مكيال فإن الإمارات لا تفعل ذلك فسياستها الخارجية واضحة وتقوم على أساس احترام سيادة الدول والعدالة والمساواة ومساندة الصديق والجار الذي يحتاج إلى مساعدة تنموية، هذه أهداف الإمارات ومساعيها في التعامل مع المجتمع الدولي أهداف راقية ومواقف ثابتة ثبات الجبال ترقى بمستوى الإنسان في كل مكان من بقاع العالم.

Email