تطويع الحظ

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يكره الحظ ومن لا يتمناه! لكن الحظ ليس بالتمني وليس له منتج محدد يمكن استيراده منه، وإنما الحظ لحظة عابرة، تأتي خاطفة «ضربة حظ» ولا تستمر كثيراً.

وقد يواتي الحظ فرداً أو شعباً أو أمة في لحظة معينة، لكن لا أحد يستطيع الإمساك به طويلاً أو تقييده على هواه.

ولا شك أن الإمارات العربية المتحدة كانت محظوظة بقائد مثل الشيخ زايد وأخيه الشيخ راشد، رحمهما الله، لكن القائدين المؤسسين لدولة الاتحاد الشامخة، لم يعتمدا على الحظ ولم ينتظراه، وإنما استطاعا أن يطوعاه بجِدِّهما وجهودهما ورؤيتهما الثاقبة ونظرتهما المستقبلية بعيدة المدى، فوضعا أسساً راسخة ونهجاً حكيماً مستنيراً لدولة الرفاه والاستقرار والتطور المتصاعد.

وجعلا بناء الإنسان بالعلم والعمل، غاية ووسيلة في كل خطوة تخطوها الدولة في مسيرتها التنموية والحضارية، التي أبهرت العالم وفاقت كل التوقعات، وأسقطت نظريات العديد من الخبراء، لأنهم اعتمدوا على الموارد والعناصر المادية القابلة للترقيم، ولم يستطيعوا قياس مدى الطموح وقدرات العزيمة والإرادة المتبصرة.

قد يعبُر الحظ حيناً ويمضي، لكن من السخف والسذاجة أن ننسب للحظ مسيرة تنموية وحضارية ممتدة على مدى عقود متصلة، ومستمرة في المستقبل بعون الله، وبالإرادة والعمل الدؤوب لقادتها وشعبها، وتلاحمهم على المحبة في سبيل المزيد من النمو والتطور على كل المستويات، شاء الحظ أم أبى.

«الحظ لا يصنع المعجزات، الإنجازات العظيمة تضع الحظ في طريقك، بل تجعله يلاحقك في أغلب الأحيان»، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

فالحظ أيضاً يجذبه النجاح والتفوق، يطلبهما ويسعى إليهما، ومن أراد الحظ فليكن ناجحاً متفوقاً ليكون الحظ محظوظاً به، وليس لأحد أن يمنعه أو يحول بينه وبين حظه.

 فلا أحد يستطيع احتكار الحظ أو التحكم فيه، وليس الحظ سلعة تباع وتشترى إلا بالجد والعمل، ومن يعتقد غير ذلك فلْيُجرب حظه.

Email