هروب

ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى بيتك المرسوم

مثل قوس عينيك

عند عطفة الشارع المائج بالحراك

طوال الليل والنهار

أجيء إليك هارباً من جحيم الشارع العربي وقطعان الدواعش

وحمم البراميل الفارغة

مهرولاً على الممر الطويل

مثل سكة السفر

بين راحتي وراحتيك

تركت المدى غابة من البنادق

وأرصفة محملة بالبطالة والقعود

وركام الانفاق المدمرة

خذيني إلى صالونك المكعب

العميق مثل روحي

تحت اللوحة المؤطرة المثبتة إلى الجدار تضج مثل روحك بالفتنة

ترشف منك وهجاً

ومن كبريائك فوق التوقع

فوق الواقع والممكن والمستحيل

بعد سويعات من اللهو

والدفء والغزل

غادرت بيتك المخبوء في ذاكرتي

مسربلاً بالفرح

بعد ليلة قطافها الشهد والكرز

لم تغادرني التفاصيل

غادرت آخر الليل

مزهواً مثل فارس نبيل

لكنني أسير إذ لا أزال عالقاً

على المقاعد الوثيرة الرمادية

كأنها أنشوطة للحب والغرام

وددت لو يصدح البيانو

الجاثم في زاوية قصية

ألحاناً دافئة ندية

لنرقص فالساً حميماً في ضوء الشموع

حتى ينبلج الصباح

يالهذه الليالي العربية

الموشحة بالشقاق والحروب العبثية

لكن عينيك المشربتين بالحب والنعاس اجبراني على الرحيل

ليغفر لك الله تلك الخطيئة الغليظة المغلطة بالإثم والعدوان

فمنذ لحظة والرحيل والمغادرة

ظل قلبي عرضة لأنواء الخريف والشتاء

وعصابات الحوثيين والتكفيريون الجدد ..يصادرون غد الأطفال

ليغفر لك الله

أو يعيدني إلى بيتك المخبوء في الذاكرة

ولو ليلة ثانية

أهدهدك طوالها على ساعديّ

أغني لك أنشودة الحب والوفاء

أغطيك ببعض أناملي

وبعض أبيات من الشعر

وكثير من القبل

Email