التغيير العراقي المطلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعود العبادي مكان المالكي، مثل قرار أوباما قصف داعش، لا يكفيان للرهان على حدوث تقدم في العراق. أزمة ما بين النهرين المركبة لا تحتاج استبدال الوجوه أو استئناف الضربات الجوية، بل تتطلب تغييراً في العقليات. تعزيز الدولة المركزية يعلو على تعضيد أحد الفرقاء.

 إخفاق المالكي لم يكن فقط وليد رؤيته الذاتية الاستبدادية، أو قبضته الحزبية المتعالية الضيقة. أكثر من ذلك، تكريسه الدولة في خدمة الحزب، وارتهانهما معاً لإرادة الجارة الطائفية.

ما لم يمنح العبادي الأولوية لتغيير هذه العقلية، بكسر هذه الرؤية الأحادية، والانفتاح على جميع مكونات العراق وجيرانه، لن ينصلح حال الشعب والوطن. إذا أفلح رئيس الوزراء المكلف في التسلح بمثل هذه الإرادة، سيصطدم حتماً بزبانية الحزب وأقطاب الطائفة ومراكز القوى في طهران. هنا، تختبر براغماتية العبادي وحنكته القيادية.

من المستحيل على دولة مفككة، مجابهة أخطار تنازع وحدتها أو تهدد استقرارها. تجربة المالكي أثبتت فشل الاعتماد على الخارج لبناء الداخل. قصف العصابات المتطرفة المسلحة في الشمال، لا يضع نهاية لخطر داعش، أو يؤمن وحدة العراق.

أوباما رئيس أميركي رابع يقرر قصف ما بين النهرين. واشنطن توجه ضربات جوية بعد ثلاث سنوات على سحب قواتها من العراق. أوباما تبنى ذلك الخيار خفضاً للكلفة في الرجال والمال. رفع أميركا يدها عن بغداد لم يؤمن مصالح واشنطن في العراق. جورج بوش قصف العراق وأبقى قواته هناك، لكنه لم يملك رؤية سياسية ثاقبة، فانزلق كلاهما، بوش والعراق، في مستنقع.

عودة أوباما للقصف دون رافعة سياسية، لن تحقق الجدوى المطلوبة للطرفين، أميركا والعراق. تسليح الأكراد يسهم في كسر عظم داعش، لكن تعظيم قدرات الأكراد العسكرية لا يعزز الدولة المركزية في بغداد. من ثم، فإن العقلية الأميركية تتطلب هي الأخرى تغييراً، يستهدف تحديث المهام والأدوار.

Email