واقع تاريخي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكيل اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، وشقيقتها المملكة العربية السعودية، ربما يبدو للبعض حدثاً مفاجئاً، وتحولاً جديداً في علاقات البلدين، لكن الحقيقة أن الروابط الأخوية العميقة، البشرية، والتاريخية، والجغرافية، تجعل هذه العلاقة الاستراتيجية نتيجة طبيعية لكل هذه الروابط المتعددة والمتنوعة والعميقة الجذور.

ولقد كان اللقاء الذي جمع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، الذي احتضنته العاصمة أبوظبي، وتم خلاله الإعلان عن تشكيل اللجنة العليا المشتركة، بمثابة ترجمة عملية لعمق العلاقات البلدين والشعبين، وتأكيد للقيم المشتركة والمصالح المترابطة، كما هو تأكيد للالتزام بالمبادئ والأهداف، التي قام عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، منذ تأسيسه في مثل هذه الأيام عام 1981 في عاصمتنا أبوظبي، وبما يخدم المصالح العربية المشتركة.

ولا شك في أن بعض المغرضين، كعادتهم، يحاولون افتعال تفسيرات وتحليلات خطأ ومغلوطة، خاصة أولئك الذين يسعون، بوسائل مختلفة، لاختراق مجلس التعاون أو التأثير في قوة وتماسك دوله المؤمنة بميثاقه ومتطلباته، لكن الذين يعملون على الاصطياد في المياه العكرة، لن يجدوا في مياهنا غير الصفاء والنقاء، والالتزام بالعهود والمواثيق والتعهدات، وسيرتدون خائبين، كما هو دأبهم.

ستمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية، كما يريدها قادتنا، ويطمح شعبانا، وسيبقى مجلس التعاون مظلة تجمع أهل الخليج جميعاً، فشعبنا واحد ومصيرنا واحد.. ولن يفرقنا من يغرد وحده، أو من يحاول من وراء الحدود أن يخترق وحدتنا وترابطنا، وستبوء كل تلك المحاولات بالفشل، كما كانت دائماً.

Email