العالم العربي في دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

بما أن الإعلام يشكل جبهة المعارك العصرية، فكل قضايا الوطن العربي حاضرة اليوم داخل أروقة مدينة جميرا. الحرب والسلام، الديمقراطية والاستبداد، العدالة والكرامة، الحرية والقمع، التعليم والتقدم، الأرض والفضاء، دور العبادة وبيوت الأشباح، السلطة والشعب.

الإعلام لم يعد منغلقاً على أهل المهنة والصناعة، إذ ارتفعت السقوف وانفتحت الآفاق أمام النشطاء السياسيين والهواة والحواة والمقاتلين والقتلة. معايير المهنة اضطربت مثل شروط الملكية. الانفلات طغى على الانضباط.

المؤسسية ضاعت بعد انكسار الاحتكار. مصادر التمويل تفتقد الشفافية. الشاشات تنضح بالطائفية والإثنية والدجل. الرسالة الاعلامية لم تعد ملتزمة بترفيه الذوق العام والحفاظ على الوقار والموضوعية.

العالم العربي لم يقطف زهور ربيعه، الإعلام العربي ينتظر ربيعاً ربما لن يأتي، نحن جزء حيوي من بانوراما عالمية تضج بالأحداث والتحولات والتيارات والتناقضات.

نحن في عام تهيمن السياسة فيه على الثقافة والإعلام. ما لم يتم تحرير وسائط الإعلام من سلطاته التقليدية القديمة منها والجديدة، لن تنهض هذه الوسائط بدورها في عملية التنوير السياسي والثقافي.

ربما قطعت شرائح عربية مشواراً على طريق ردم الفجوة التقنية، لكن هذا إنجاز يتكدس في دائرة ضيقة وسط صحراء من الأمية.

التجربة تثبت كل يوم أنه في غياب توسيع قاعدة العمل الديمقراطي يظل الإعلام أسيراً وتابعاً لأصحاب السلطة والرساميل. كما يظل الخطاب الإعلامي مشحوناً بالتقليدية ومؤججاً للعاطفة والنعرات والمصالح الضيقة.

قضية الإعلام العربي ليست في الانتقال من الورقي إلى الإلكتروني، الصحيفة تظل مثل فنجان الصباح. الشاشة البلورية لم تحل الراديو إلى المتحف. بين الفضاء الالكتروني والصحافة وشبكات التلفزة جدل يومي.

التحدي الماثل أمام الإعلاميين والأكاديميين والسياسيين العرب في جميرا دبي، يتمثل في كيفية تعميق هذا الحوار الجدلي من أجل خلق ربيع عربي حقيقي للمواطن والمواطنة والحرية والعدالة.

Email