أسئلة الإعلام العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مرمى أسبوع من انعقاد منتدى الإعلام العربي في مدينة جميرا، يحق للمعنيين التساؤل عما إذا كان في وسع هذه المناسبة المكرسة سنوياً، عكاظاً إعلامياً، بلورة إجابات حاسمة لعديد من الأسئلة الملحة أمام المشتغلين والمنشغلين بالميديا وسيلة ثقافية إنمائية سياسية وحقلاً خصباً للاستثمار والتجارة.

ثمة علامة استفهام كبرى في شأن مدى استيعاب الإعلام العربي، لأنه لايزال في موقع القلب خارطة الأحداث السياسية، كذلك إحدى وجهات التسويق الأوسع لإنتاج الماكينات الإعلامية.

سؤال أكثر إلحاحاً يرتبط بحجم تأثير الإعلام الإلكتروني على الصحافة الورقية، إذ يبدو أن الحديث المثار على هذه الجهة يفتقر إلى الرؤى العلمية، كما أنه ينزع إلى استعارة أو استنساخ تجارب الغرب.

مع الاعتراف بالاستفادة العربية من ثورة التكنولوجيا إعلامياً، إلا أن المناحة على موت صحافتنا التقليدية هاجس بكائي يسبق الحدث. موات الصحافة العربية ناجم عن علل ذاتية أخرى، ليست بينها ثورة التكنولوجيا.

على الرغم من استيعاب معطيات التقنية الحديثة، إلا أن آفاق التفاعل مفتوحة ذهاباً وإياباً على التكنولوجيا. صحافة الإنترنت استفادت من إنجاز التلفزيون، حتى بدا كثير من الشبكات الصحافية أقرب إلى التلفاز.

ربما يسرت ثورة المعلومات إنشاء محطات تلفزيونية بإمكانيات مادية، لكن السؤال المعلق أمام تلك المحطات فيتصل بنوع ما أضافته إلى المشاهد العربي. معظمها سقط في فخ بث العداء والكراهية وإشعال الفتن المذهبية والتسطيح.

قد يكون السؤال الجارح هو ذلك الذي يذهب في عمق الربيع العربي وحصاره. فالإعلام التقليدي والحديث لم يشهدا ثورة تحدث تحولاً في العقلية المجتمعية. إذا كانت الصناعة التقليدية لاتزال في قبضة السلطة، فإن الأفرع الحديثة صنعت فوضى باسم الحرية أكثر من بناء ديمقراطية.

Email