لا نريد اعتذاراً يا هيغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

المتابع للشأن البريطاني هذه الأيام، يشعر أن ثقافة الاعتذار غائبة لدى وزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ، الذي يتربع على عرشها حالياً، خاصة إذا ارتبط الأمر بجاليات أخرى غير الجالية الأوروبية.

وهذا ما حصل مع حادث الفتيات الإماراتيات، فلم نرَ متحدثاً رسمياً من الخارجية البريطانية ظهر على وسيلة إعلام، ليقدم شرحاً عما حدث، أو اعتذاراً عن الضرر! والظاهر أن وليم هيغ لا يهمه إذا تعرض موسم السياحة هذا العام في بلاده إلى الضرر، الذي سينعكس بالتالي سلباً على اقتصاد إنجلترا، لأن هيغ على ما يبدو، يرى أن ما حدث للإماراتيين أمر بسيط، ولا يرقى لمستوى الاعتذار، مع أنه في بعض تقارير وزارة هيغ، يقدم مبررات ويسوق الأعذار لبعض الفئات التي يؤمن بها، وحده، إيماناً عميقاً، وهي فئات توصف بالتطرف، وعلى رأسها «الإخوان المسلمون»، وقد كانت الخطوة التي اتخذتها الحكومة البريطانية بحظر جماعة الإخوان، صفعة حقيقية لمن يدافع عن المتطرفين في وزارة وليم هيغ.

تاريخ وليم هيغ قد يكون مشرفاً أكاديمياً، ولكن على المستوى العملي يشوبه الإحباط، خاصة بالنسبة للقضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والخليجية، تجاه الإخوان المسلمين، ودعم مصر.

نحن لا نريد اعتذار هيغ أو موظفيه عن حوادث الاعتداءات الأخيرة، التي تعرض لها مواطنون من الدولة في لندن، فنحن في غنى عنها، نريد إجراءات صارمة ليس لحماية مواطني الدولة، بل كل أبناء دول التعاون، والدول العربية، المقيمين أو العاملين في إنجلترا، لأنهم ثروة الوطن العربي.

لو أن أي أحد من أي جنسية أوروبية أو أميركية أو آسيوية، تعرض لحادث بسيط في الإمارات، أو أي من دول التعاون، فسوف يرى هيغ كيف نتعامل معها بأساليب حضارية، وسوف يضيف إلى رصيده العلمي دروساً حقيقية واقعية في ثقافة الاعتذار. هذا ما تربينا عليه، وهذا ما تعلمناه من المؤسسين، فنحن نعرف متى نعتذر وندرك، بل لدينا قناعة كاملة بمبادئ ومفاهيم «الفزعة»، التي لا يعرفها هيغ.

Email