روح دبي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدي قناعة راسخة بأن سحر دبي الأكثر نفاذاً لا يكمن في جمال المدينة، بل في قدرتها على التجمل على نحو لا يُجارى. هي قادرة دوماً على إثبات إمكانات نادرة على إثارة الفتنة والدهشة.

رسوخ هذه القناعة بات عرضة للشك مع بروز بُعد جديد مثير في مقومات دبي وسحرها، هو بُعد يكشف عن قدرة دبي على كسر الأرقام القياسية، وتحقيق أرقام جديدة في مجالات طازجة. في غضون أيام معدودات انتزعت المدينة أكثر من رقم عالمي، مول دبي بات أكثر بؤرة جاذبة للبشر على مستوى المعمورة.

أي جولة ـ خاطفة أو متمهلة ـ في ردهات المركز وطبقاته، تثبت لديك هذه الحقيقة الماثلة في ملامح رواد المول، سحناتهم ولغاتهم، ومع أن لكل المقاصد ساعات للذروة وفترات هدوء، فمن الصعب تحديد أوقات الاسترخاء في مول دبي. إيقاع الإقبال يأخذ في التصاعد تدريجياً منذ فتح المعارض والمطاعم أبوابها. بالطبع ليس كل زوار المول متسوقين، إذ اكتسب المركز التجاري طابعاً سياحياً بما يكتنز من وسائط المتعة البصرية والذهنية والنفسية. دبي مول منصة لتقريب المسافات بين الشعوب وتساكن الثقافات، في فضاء مبطَّن بالابتسام والألفة والمحبة.

في محيط نفطي مهول، تحقق دبي رقماً استثنائياً في التجارة غير النفطية(!) في غضون سنة واحدة قفز حجم هذه التجارة 6.8% بما يوازي 94 مليار درهم.

عند النبش في سر هذا الإنجاز الذي يتجاوز الأبعاد المألوفة؛ من موقع جغرافي مميز وبنية تحتية صلبة، ربما يضع المرء إصبعاً على إتقان مهارة المناولة. لكن هذا لا يكفي لإجلاء سر المدينة.. دبي تعهدت بأن تكون المدينة الأكثر ذكاء عبر العالم في غضون سنوات ثلاث.

ربما يستعيد المرء وهو يواصل النبش في سر المدينة، مقولة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لها فتنة مثل قيمتها الحضارية «المرأة روح المكان».

لنساء الإمارات عامة أرقام قياسية على الصعيد العالمي. في غضون الفترة نفسها، نشرت مجلة متخصصة تقريراً تضمن بروز 25 إماراتية بين أقوى 100 امرأة عربية.

كثير من الصحافيين والقصاصين والأدباء دأبوا على تشبيه المدن بالنساء، بعض المؤرخين قرنوا بين نساء وإنجازات مدن.

في النبش عن أسرار دبي ربما يجد البعض إغراء للبحث عن المرأة ليكتشف روح المدينة.

Email