شامة على خد الزمان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذهِ ليستْ شآمي، جذوةَ حُبي وهيامي

حقيبةُ سفري، وكُتبي وأقلامي

بقايا صورٍ توالت، وشيءٌ من ذكريات..

قصصٌ من ماضٍ تولى، وشيءٌ من حكايات

دموعُ الشوقِ تقتلني في المقلتين

أغمضُ العينين حالماً، أعدُ الخافقات

أطوي إليكِ يا حلم طفولتي، كل المسافات

أختصرُ على جبهة المجد الكلمات

وفي برد كانون، تهلُ العبارات

أعاتبها وتعاتبني الحواري والطرقات

أسترقُ السمع على جدران بيوتٍ

بصهيل الخيل ونبض قلوب الصبايا الخافقات

يجاوبها الياسمين والخزامى، بصدى السنين الآت

دمشقُ ما عادت مآذنها ترتلُ الآيات

وتلك ليست هي الحارات

بردى يا مهجة الظمآن، قاسيونُ يا كنز الذكريات

مآذنُ الأموي تئنُ بعد أن كانت ترفع الصلوات

وقبر خالد في حمص يذرف العبرات..

 

دمشقُ يا عشقاً دفيناً، لك ما شئتِ ولي ما أشاء

أعذريني ما عادت شرايين الأموي يفوحُ منها التفاح

وما عاد فيها طعم الراح ولا العنب

وحدك الآن في صقيع الثلج ترجفين

اشتقتُ للصوت في زمن الصمت

اشتقتكِ حُلماً نديا، يعانقني صُبح مساء

يا دفء العاشقين، يا دموع الياسمين

يا شجرة التوت سترت عورات الضالين

يا نجمة الصبح على جباه التائهين

دمشق، أما زال أطفالك ينشدون، بلاد العرب أوطاني..؟

أما زال رجالك يرددون يا ظلام السجن خيمّ..؟

أما زالت فيروز تغني، أنا صوتي منك يا بردى..؟

عفواً صلاح الدين ومعذرةً..

دموعُ الحزن تحفرُ ضمائرنا، وربيعنا بلا زهر ولا أغصان

دمشقُ أيا وطناً ورثناهُ، أيا مجداً صلبناهُ وشيعنا ضحاياهُ

دمشقُ يا جذوة التاريخ

نموتُ ولا تموتُ فينا شهامةُ الرجال

شامةٌ أنتِ على خدِ الزمانِ يا شآم.

Email