بحر الأزمات
يا لهذا الجسد الأبنوسي
الصلصال
المنهك المعذب النحيل
المعروق
المشدود بعصب البذل والنضال
المصقول بزيت الصبر
الفقير المتواضع
واسع العطاء
العالق في الأهوال
حمول كأنما قُدَّ من فولاذ
المجمّر بالثبات والكبرياء
الصامد في وجه الطغاة
الخارجين من ثقوب الصدف
المتسلقين جدار التاريخ والوطن
في غفلة الأجيال..
يا لهذا الجسد الأبنوسي
الأسطورة
يتجشم في صمت صوفي
صنوف التعذيب
وحماقات كلاب مسعورة..
الجسد الأبنوسي المصادم
الموسوم بأختام أجهزة الأمن
والقضاة المزيفين..
الجسد الصارم
القتيل الذي لم يزل يقاتل
لا يهتز له جفن
ولا يزيده العنف إلا عنفواناً..
يا لهذا الجسد العاري
المغموس حتى العظم
في حمامات الدم
وحروب مجهولة
وحروب محتملة
وحروب عالقة
وأخرى مرتقبة
مسلحاً بإرادة تهزم الشجاعة
في وجه حياة القطيع
والموت المجاني
تحت الحصار والمجاعة..
يا لهذا الجسد الأبنوسي
المثقل
المتورط قسراً
في بحر الأزمات،
لم تثقله الصدمات
أو يستسلم،
مصراً على المقاومة
كل عروض الترغيب
وأشكال القعود
والرهان على تنحي الطاغية
واثقاً من لحظة حتمية مغايرة
للاقتصاص
من النظام المكابر
والثأر للشهداء
مجهولي المقابر..