بوح الغضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما برق رسمك

في فضاء الكلام المتلفز

لفحنا هجير الإحباط والكآبة

فحالك الرث

لم يعد يعين

على الصبر والاحتمال

والتحديق في البلّور

يا جيشاً من النازحين البائسين

مبدداً في الصحراء والغابة

كيف انتهت

تلك الفاتنة الخصبة الثرية

مزرعة للحسرة والخيبة

ومنزلقاً إلى الفقر والندامة

وكيف تركناها للعصابات السابلة

تستبيح خزاناتها

المعبأة يوماً

بأرصدة الغد المطمئن

والكبرياء والمهابة

لم يعد الاجترار فيك

يسد رمقاً

أو يسكت نباح الحنين والصبابة

وما عاد ممكناً

مغالبة الحزن

عليك بالغناء

والهم بالكتابة

حان ــ متأخراً كثيراً ربما ــ

وقت امتشاق الجد

والتسربل بالتصميم والإرادة

من أجل الصعود معاً

إلى شرفات الرفاهية والرحابة

أيتها الطفلة الخجول

المنجدلة في روحي والعصب

أيتها الحورية الصاعدة

من موج البحر

وبوح الغمام والمطر

وددت لو نستعيد

وهج برهة من الفرح

حينما ارتشفنا

بعضنا على عجل

كبريق نجمة خاطفة

أو برق يخترق السحب

يبشرنا بالصحو والعافية

أيتها الصبية

الضائعة من حضن أمها

في الغربة وسط الزحام

كيف تستبدلين

صخب العابرين بدفء العشيرة

وسكينة القبيلة

مقابل كاسات الخدر

ودجل اللصوص بإخلاص الصحابة

أيتها الصبية المثيرة للرثاء والغضب

Email