دبي بوصلته وهو ديدنها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجسيدات إبداعية متناغمة تعانق الجدوى، نجدها، أنَّى توجهنا في دبي، تبث روح ألق متجدد في جسد صروح المدينة وتنويعاتها البصرية، وتنثر على محياها شذرات الجمال، مشكلةً مكوناً متجانساً، يغازل ثيمات المكان وأهله.. يفتح ذراعيه ليحضننا فيهدينا دربة تمييز الجميل الحق في مبناه ومعناه: القريب منا.. الذي يلامس وجداننا.. يواكب احتياجاتنا الحياتية.

تبدو حكاية "دانة الدنيا" مع الجمال، سيمفونية فرح أخاذة يشدنا فيها تجاوز سمة النمطية الغالبة راهناً في تعريفات ماهياته. فهي اختارت أن تطلقه في ربوعها متحرراً من قيود تجريد وتعال طالما غرّباه. وبذا أحيت وظيفته الاجتماعية، نافضة الغبار عن جوهر علاقتنا الطبيعية به. وطبعاً، لم يتأت ذلك إلا نتاج دقة تخطيط وعمل، مكنتها من نسج تفاصيل توليفته الفريدة فيها طبقاً لمواصفات خاصة.. صاغته في ضوئها، وأياً كان قالبه ولبوسه (أبنية، حدائق، طرق): فعل فرح وإرادة تحد. أنشودة شجية تحرّض فينا التعلق بالمحبة والعدل والإخاء.

لا مبالغة في القول، إن دبي غدت تصقل ذائقة الجمال في دواخلنا فتذيب شوائبها. بل شرعت تعلّمنا، بفضل مخزونها الجمالي وسماته، كيف أن الجميل ليس بمقدوره إلا أن يكون نافعاً.. كما وضّح فيخته. ولافتٌ هنا، أنها، وبينما تضم طيف ثقافات متعددة متباينة الرؤى، تتعايش ضمنها، استطاعت صهر بانوراما فِكر الجمال في قاموس وافٍ سُطرت مضامينه في رحابها، جعلته عنوان الاتفاق حول دوره المحوري، القاضي بأنه إفراز للمزاج المجتمعي.. يحمل رسالة قيمية مؤداها نشر الوئام وتحفيز طاقات الخير والانفتاح والتقارب.

تلك هي أهزوجة الجمال في دبي: قصيدة محكمة الأوزان، مشدودة بنبض الكنايات وتشويق الجزالة. إنها بوصلته.. وهو ديدنها ودليلها.

 

Email