فريدة مجايلاتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذ السماء أسدلت عليك

ستاراً شفيفاً ندياً من الضباب

وإذ المصابيح عبر نافذتك

العريضة الشاهقة

سنابل من القمح في موسم الحصاد

وإذ أنا وأنت نركب الموج

نمتطي صهوات السحاب

في ليلة مضمخة بالعطر والعرق

نغرق حتى النفس الأخير

في الحبب والعباب

فإذا أفقت راودني السؤال

لماذا أنت وحدك من بين كل بنات العشيرة

ومن مجايلاتك الفاتنات

تملكين وحدك كل هذه الفتنة

وكل هذا البهاء

وكل هذه الجرأة على الاقتحام

من أين تأتين بهذا الخيال

أيتها الصبية البهية

النافذة إلى عين الشمس

تجاوزت في عيوننا حد الإثارة والاشتهاء

وأنتِ ترسمين

في البحر بالرمل معجزات

ومروجاً خضراً في الرمال

فبأي سر إلهي

تكبرين أنت في المدى

تتجاوزين من هن مثلك

في السرب والترب

وليس بين يديك أكثر مما لدى الأخريات

فيا لك من فاتنة فريدة

وأنت تستقطبين زرافات العاشقين

من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق

الهابطين عند جزعك الصقيل

وكيف تحذقين وحدك

فنون التشويق والإبهار

والغزل الجميل

ومن أين لك كل هذي المهارات

والفصاحة بكل اللغات

أيتها البدوية الخارجة لتوها

من مضارب الخيام

كما لغات العصر المبتكرة الحديثة

وأنت لا تزالين في مرحلة الحبو والفطام

كل المتحفزات بالجسارة

المنعمات في القصور

بين الوسائد الحرير وريش النعام

والمتسكعات على المقاهي

وعلب الليل وأرصفة الانتظار

يحاولن سراً وجهراً

إخماد الحيرة والغيرة والنار

إزاء قدرتك المهولة

على الإبداع والتجمل

والتوثب في ردهات الزمن الجديد

يا شرودة البال في الغد

يا قصيرة الليل والنهار

Email