أغنية على الطريق

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا أيها الفارع الممتد تيهاً

من سرة الأرض

إلى هامة الدنيا وسقف الكبرياء

فيك للحب زمن خصيب

وللموت فيك أزمان

           ****        

كيف احتمالك واحتمالي

أيتها السنديانة الصبية

كل هذا الجمال الجموح

وزمر من الشباب

تبترد في بحر عينيك

وأنت مثلهم ضحية

                    ***

لمدن المستقبل القصي نغني

نموت على الطريق

مرة أو مرتين

نرفض المهانة

نمارس حتى القتيل الأخير

لعبة الثورة والشهادة

    ***

لمدن المستقبل الجميل

نصلي ركعتين

لا يصح وضوؤهما إلا بدم

طاحونة الخلاص

وقودها الشباب

ما قيمة ما يدور

في رأس من يواجه الإعدام

البشارة عند منجز القصاص

            ***

في الطريق إلى صدرك الوريف

غابة من الوشاة

من فرط حبها إليك

خبأت فتاة بين ركبتيها

وجهها البهي

غرز أحد الجنود القساة

سكينة في خاصرتها الطرية

         ***

أيتها المدينة المثقلة

بالإحباط والخيبات

المائجة بالرعب والقلق

كل صباحاتك مثل يوم القيامة

نراهن على نهار جديد

يبزغ من تخوم التضحيات

مشبع بالجمال والإنجاز والسكينة

           ***

في لحظة يتيمة

معبأة بالقهر والإذلال

عبرت فتاة جسور

تحت الهراوات المدببة الغليظة

إلى شرفة الخلود

من بقعة منسية

بين المد الجماهيري والانحسار

يتخلَّق الليلة القمر

Email