الجولة الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادته للاطمئنان على الرعية

تفقد رئيس الجمهورية

عشية الإقلاع في مهمة خارجية،

أحد سجون الدولة الإنفوغرافية

المكتظة بالنزلاء..

قرر تخفيف كثافته السكانية

ضمن إجراءات أمنية

بغية تمرير حزمة أعباء مالية..

شمل العفو السامي

إطلاق آلاف الصبية اللقطاء

من سكان شبكات الصرف الصحي،

نجوا العام قبل السابق

من حملات شرسة للشرطة

قمعت بالغاز والنار تظاهرات شعبية

نادت بالإصلاح وبالحرية..

إبان الجولة أمر رئيس الجمهورية

ببناء سجون أوسع

وأوصى بحجب الهواء

عن السياسيين المكدسين

في الزنزانات كعلب السردين

وأمر، تثبيتاً للأمن العام، بالإفراج الفوري

عن عشرات القوادين وكل بنات الليل..

كما أمر وزير العدل

بإعداد مشروع قانون عاجل

يبيح ممارسة الإجهاض،

إثراء للحرية الشخصية وحقوق الإنسان!

في مؤتمر خاطف عقب الجولة

وشوش مسؤول غامض

في أذن وزير الداخلية

فجاء الكشف مباشرة

على الهواء الساخن،

عن حدوث محاولة إرهابية

توقيت الإعلان

فخخ وجه رئيس الجمهورية

بفرح غامر

لا تخطئه العين الصحافية

وجهة البلاغ لم تكن الرأي العام

بل استهدف عاصمة غربية

الحادث المعلن عنه

ليس سوى فصل هزلي ماسخ

من سيناريو عباقرة أجهزة القمع..

النص الرسمي الفاضح

لا يأبه بعقل الجمهور

أو المساس قليلاً بالأمن العام،

فالهدف الأسمى

لدى زبانية السلطة يظل الإبقاء

على صورة النظام النمطية

كما رسموها في ذاكرة رئيس الجمهورية..

Email