انسداد

ت + ت - الحجم الطبيعي

صار الوطن ضيقاً

أغلق الجنود والوشاة الطرق..

المرتزقة المقاتلون والمخبرون

انتشروا عبر الأفق

ضاق الحصار

لم يعد أمامي أو أمامك من خيار

المتربصون الجدد

يرفضون التواصل والحوار

لم يعد أمامي أو أمامك

سوى التوغل في كلينا

أو التماهي والانصهار

ليس وحده الشام

المنطقة كلها موبوءة بالارتباك

ارتج المشهد والخطاب

أصبح الفرز مهمة عصية

بين مهام المقاومة وعمليات الإرهاب

بين القداسة والنجاسة..

المنطقة بأسرها في حالة حراك

يا لهذا النزوح الجماعي

عبر الأمكنة والأزمنة

من أين لهؤلاء كل هذه البراعة

لسد الأفق

والمرور من سم الخياط!

صار الوطن أكثر ضيقاً وازدحاماً

يعج الأفق بالمناضلين والمجاهدين

والمراهنين على الفرص الضائعة

والجالسين على المقاهي

كلٌ يطالب الرئيس بالتنحي والمغادرة

كلهم يتناسون ملايين الصور

المثبتة على أعمدة الإضاءة

وبوابات المساجد والكنائس

وغرف العمليات وفصول المدارس..

فكيف لرجل غارق

إلى هذا العمق في النرجسية

يستوي لديه البقاء أو الرحيل؟

لمن يبحث فقهاء الدبلوماسية

عن مخرج مريح؟ للقاتل أم للقتيل؟

مفصل القضية

لا يكمن في غازات النظام

فكل الأسلحة

المرفوعة في وجه الشعوب محرمة

وأطفالنا المكدسون في العراء

أو بين الركام

خارج الفصول والمناهج

يشربون روائح الجثث المهملة

يا لهؤلاء المزايدين

على صفقات الخمسة الكبار..

يا لهذه الجثامين الأنيقة المحنطة

تتأهب لجولات الحوار

واستقبال المفتشين

والوسطاء المدججين

بالشروط المؤلمة!

Email