شبح العاصفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاصفة الشام تبددت؟

ربما

دخلنا مرحلة المراوحة

بين التسليم والممانعة..

لكن نذر الحرب

لا تزال عالقة

فوق قاسيون

قبالة طرطوس واللاذقية،

وصبايا الشام

هجرن أطواق الياسمين

وحمامات القيمرية

إذ أغلقت أبوابها

لم يعد في الوقت متسع

لخلع ثيابنا

وهمومنا على عتباتها..

لم يعد في الإمكان مقتطع

للتمتع

بلذة الخدر العميق

والتوغل في النميمة

تحت ألحفة البخار

والتسكع

على الأرصفة والمقاهي

إذ أسواق الصالحية

أطفأت أنوارها..

هكذا نحن

أبناء الأزمات العالقة

ننفض غبار القصف

أو نترقب حرباً لاحقة..

ها هي الحرب

تكاد تلفظ أحشاءها

في غرفات منامنا

كما في الضربات السابقة،

هؤلاء نحن وهذا حالنا

وتاريخنا لا يزال

ركام الروايات المتناقضة!

ها هو

شبح الحرب

عالق فوق قاسيون واللاذقية

والرياح المذهبية

تأخذنا من النقيض إلى النقيض،

ونحن نجتر السيناريوهات الدامية

من بغداد إلى بلغراد

نتحسس مواجع الضربة التالية!

الحرب عالقة

ربما

لكنها لا محالة واقعة

يستشرفها أبناء الطبقات العالية

الهاربون

إلى أقصى المدارات الآمنة

واستدرجونا

إلى المخابئ والخيام

وخيارات الإجراءات الرادعة

ها هو شبح العاصفة..

Email