قارئة الأخبار
لولا عيناك
المشرقتان بالألفة والأمل
وجيدك المرمري الصقيل
ووجهك الوضيء
المُزنَّر بالكرز
ما احتملت نشرة الأخبار
المترعة بالفوضى والدمار
والموت المجاني
وبرك الدماء
وأكداس الجثث
وزرافات الهروب الجماعي
من مستنقعات التصفية
والقتل العشوائي
وغبار البنايات وأدخنة الحرائق
وروائح الأشلاء المتفحمة
وأكوام الرماد
وألسنة اللهب تجتاح الحدائق..
لولا عيناك
النضاختان بالزهو والجرأة الثاقبة
ما احتملت
بلاغات المتحدثين المزورين
وتقارير المراسلين الكاذبة
ومطولات الغلو العلني
وحوارات اللجاجة
وأسئلة المذيعين الخاطئة
وتبادل الشتائم
ومعلبات الهجاء الجاهزة
وتلفيق السيناريوهات
والقراءات العاجزة..
لولا عيناك
الفوارتان بالصور المثيرة العابرة
ما احتملت ضيوفك الثقال
أصحاب الألسنة الحداد
فوهات الكلام الهادرة
وكلاء الأحزاب والأنظمة الظالمة
حيث الخيار وحيداً
بين الاكتفاء بالبقاء على قيد الحياة
أو التوغل في الكارثة..
لولا عيناك المشرعتان
تضيئان الأفق والشاشة البلورية
لولا عيناك
وصدرك المزنَّز باليقظة
وملامحك الخلاسية
وبحة صوتك تثري الأبجدية،
ما احتملت مجازر الطفولة والممارسات البربرية.
لولا عيناك
نافورتا الحياة
«وبلاوزتك الكاجوال»
لكسرت التقاليد وحظر التجوال
وسقوف الجاذبية
وهربت بك إلى ضاحية فضائية.