أسئلة الهجاء

لماذا كل ساستنا

يكتبون قصصاً قصيرة مجتزأة؟

لا أحد منهم البتة

ينجز رواية ملحمية مكتنزة

لماذا تبدو نخبنا العربية عاجزة

عن صياغة ملامح الغد

أو رسم خارطة طريق ناجزة!

لماذا نحن أمة عالقة طوال العصر

في اللامكان واللازمان..

وتاريخنا القديم والحديث

لا يزال غير قابل للكتابة!

لماذا كل قضايانا مثل دساتيرنا مؤقتة

وجميع أولوياتنا معطلة

بين ثورة وثورة مضادة

وكلما نكسر قيود الشمولية

نعجز عن غزل جدائل التنوع والتعددية..

لماذا مصيرنا يظل متأرجحاً

بين مراكز القوى ورئاسة الأركان؟

إلى متى نظل نراهن

على فرسان الساعة الحادية عشرة،

وهم في كل مرة يهدرون

فرص إنجاز عقد سياسي بهي

يؤطر علاقة جاذبة بين الدولة والمجتمع!

لماذا كل أحزابنا أسماء بلا مسميات

وكل حكوماتنا المتعاقبة

ليست غير شركات

تدير شؤوننا بعقلية المقاولات

عبر شبكة صدئة من المصاهرات

والصداقات الزائفة

ولوبيات المصالح الفاسدة..

لماذا طبقاتنا السياسية قعيدة قاعدة

تحتكر السلطة والثروة والفرص

وتخيرنا بين الفقر والقهر..

بين الإقصاء والتهميش..

بين الحبس الانفرادي والاعتقال..

بين القتل والسحل..

بين التعذيب والتنكيل..

بين الموت على الخازوق أو الانتحار!

لماذا تتخير طبقاتنا الحاكمة

مفاصل الدولة أو احتكار الاقتصاد

والثراء العشوائي،

وتتفضل علينا بفائض الظلم الاجتماعي؟

لماذا لا تتعلم نخبنا القابضة

من الثورات

كما الآخرون في أميركا اللاتينية

وأوروبا وآسيا..

لماذا مصر لم تعد

بعد الربيع العربي مثل بلغاريا

وتونس كالمجر وليبيا كما رومانيا!

لماذا لم يتعلم اليمنيون

شيئا مما حدث في تشيكو سلوفاكيا!

لماذا نحن أمة لا تعرف

مفردات الحرية والعدالة والكرامة..

لماذا كنا خير أمة

ثم أدمنا منهج النعامة!